د. عبدالرحمن الشلاش
مضى عام 2020 ودقت ساعات العالم معلنة حلول عام 2021 عامًا جديدًا قد يكون مختلفاً في تلك اللحظات وفي مخيلة معظم البشر صور العام المنصرم متمازجة مع الأسى على الماضي، والتحسر على أيام مضت وحسبت من العمر وما حدث في العام المنصرم من أيام عصيبة مع كورونا كفيروس هز العالم، وعلى من رحل من الدنيا وودع ومن ولد فأقبل ليخوض غمار الحياة، وصور أخرى تحمل في طابعها نفح الذكريات المؤلمة في العام المنصرم وربما الأمل في عام مختلف.
تلك الصور ربما هي الأكثر حضورًا في ذاكرة أي فرد منا أسى على ما فات وتوجس من القادم المجهول. قليلون من تمثل لهم الثواني الفاصلة بين عام رحل وعام جديد معاني ورؤى نوعية مختلفة. ستكتشف هذا الفكر لو طرحت سؤالاً على أي شخص عن ماذا يمثل له رحيل عام وحلول عام جديد؟
الإجابة على هذا السؤال المهم لن تأتي بنفس الصيغة. هناك من لا يعني هذا الأمر بالنسبة لهم شيئاً لأن الأيام عندهم سواسية، والأعوام تتشابه تعودوا على الرتابة والروتين والنمطية فغابت الرؤية عن أذهانهم وانعدم الهدف.
لا يهتمون بمراجعة ما فات ولا يعبئون بدراسة مؤشرات القادم لذلك ظلت حياة كل واحد أو واحدة من هذه النوعية راكدة لا جديد فيها لأنهم في النهاية لا يستفيدون من عبر الماضي ولا يخططون لمستقبل أيامهم.
علقوا آمالهم على الحظ والصدفة رغم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة والكسب والأرباح لا تأتي إلا بالعمل الجاد المثمر.
قليلون من يتوقفون قبل العبور للعام الجديد لتقليب صفحات العام الماضي وحساب الأرباح والخسائر وفق ما وضع من أهداف، ورصد المنجزات وكميتها ونوعيتها ومدى تكافؤها مع ما صرف من مال ووقت وجهد، وهل هناك معوقات ومشكلات؟ وما السبيل لحلها؟ وما الخطة التي يمكن تطبيقها في العام الجديد كي يكون الإنجاز أفضل؟ وماذا يمثل رحيل عام من خسارة لجملة شهور وأيام وساعات كان بالإمكان أن تكون أفضل مما كان؟
في لحظات العبور الزمني من عام 2020 إلى عام 2021 يفترض أن كل واحد منا قد سأل نفسه أسئلة كثيرة. منها مثلاً هل يحس بفارق نوعي في ذاته؟ هل أرتفع وعيه وتطور فكره، وهل لمس تحسناً ما في سلوكه وطرق تعامله مع الآخرين؟ ثم هل حقق عوائد مالية جيدة، أو نال شهادة أو حصل على وظيفة أو أسس مشروعاً؟
إذا كانت الإجابات إيجابية فهذا يعني أننا نسير في الطريق الصحيح، وإن كانت سلبية فالأمر يستلزم إعادة النظر لتوظيف الوقت والمال والجهد بطريقة أفضل كي يكون للعام الجديد معنى آخر.