تربية الأبناء مسؤولية كبيرة تستلزم ممن يحملها أن يؤديها بشكل كامل وسليم، إنها رعاية متكاملة تأخذ في الاعتبار تعليم النشء أمور دينهم ودنياهم، فهناك أمور يبدأ تعليمها، بل غرسها في عقولهم منذ نعومة أظفارهم ومنها الصلاة والمحافظة عليها، ويأتي بعد ذلك احترام الوالدين والمعلمين وكبار السن والتعامل مع الناس بالكلمة الطيبة، ثم الحرص على متابعة تحصيلهم العلمي والتواصل مع معلميهم فلا يكفي القول المدرس هو المسؤول، فللوالدين دورهما أيضاً في التعليم فلا بد من المتابعة، مسؤولية الوالدين في غاية الأهمية حتى ينشأ الأولاد على الأخلاق الفاضلة ويكونوا لبنة صالحة، وأيضاً الجلوس مع الأبناء والتحاور معهم والاستماع لقضاياهم ومشاركتهم، طرح الحلول بروح أبوية بعيداً عن الغضب ورفع الأصوات والاهتداء بقول الحق {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (159) سورة آل عمران، ولا ننسى المثل الذي يقول (إذا كبر ولدك خاوه) ودائماً يكون لنا معهم جلسات ومناقشات حتى نتعرَّف على توجهاتهم وتصحيح ما نعتقد خطأه عن طريق المناقشة وتبادل الآراء وأيضاً لا ننسى أهمية تعويد الأبناء على القيام ببعض الأعمال ومنحهم الثقة، فالتربية لا بد أن تأخذ بكل الجوانب بما في ذلك أخذهم عند زيارة الأقارب ومجالس الكبار ليتعودوا فلا يصيبهم الرهاب بعد أن يبلغوا أشدهم، وأيضاً للمعلم دور كبير في متابعة طلابه من حيث التحصيل وما يظهر من تصرفات سلبية قد يحتاج الأمر إلى تقويمها بالتوجيه والإرشاد وربما مناقشتها مع ذويهم، فدور المعلم يجمع بين التربية والتعليم هنا تتظافر الجهود وتعطي ثمارها ومن هنا تُصنع الأجيال ويسعد الوطن بشبابه وبناته.