في لفتة إنسانية جليلة ومؤثرة، وبعطاء القلب الكبير، وبسمات الإداري المميز، قدَّم مؤخراً رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، خالص التعازي والمواساة في وفاة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأميرة سلطانة السديري الخيرية في باكستان، الدكتور نعيم غاني.
نعيم غاني، الذي حرص سمو الأمير سلطان على تقديم واجب العزاء فيه، المؤسس، وواحد من فريق عمل مؤسسة الأميرة سلطانة الخيرية في إسلام آباد في باكستان، التي تمكنت من الاقترابَ من الفقراء والمعوزين والمساكين واحتضانهم وتفقد احتياجاتهم ومنحهم الأمل وتغيير حياتهم إلى الأفضل، بتوجيه ودعم ومتابعة مباشرة من سموه، وتحفيز دائم لتحقيق رؤية المؤسسة السامية في نشر الإيجابية ومنح الأمل، ورسالته النبيلة في نشر الخير وجلب السعادة لكل الباكستانيين.
هذا الأثر العظيم حول باكستان، قاده فكر متفرد في العطاء والإنسانية، رسّخت من خلاله مؤسسة الأميرة سلطانة السديري الخيرية نهجاً جديداً في العمل الاجتماعي والتعليمي والإنساني المبتكر، ونماذج تحتذى في التميز الإداري واستدامة وشمولية عمل الخير ونشر الإيجابية والقيم النبيلة عالمياً، حتى باتت مؤسسة الأميرة سلطانة السديري الخيرية، المؤسسة الخيرية المميزة من نوعها في العمل الاجتماعي والتعليمي والإنساني في باكستان، والتي تضم تحت مظلتها منظومة من المراكز والمدارس التعليمية والتربوية والمراكز الطبية تغطي جميع اتجاهات العمل الاجتماعي والتعليمي والإنساني، يتابع سموه أعمالها جميعاً بحرص ودعم متواصل لتحقيق أهدافها النبيلة.
وتقرير الأعمال المجمل للمؤسسة، جاء في قمة التبشير والتحفيز للخير والفخر، بعد أن ساهمت المؤسسة في تغيير حياة الناس نحو الأفضل منذ عام 1990م وحتى الآن، وبحجم إنفاق كبير لم يعلن عنه، استفاد منه أكثر من 120 ألف شخص، من خلال فكر شمولي في العمل الاجتماعي والتعليمي والإنساني، فمؤسسة الأميرة سلطانة السديري الخيرية لم تتوقف عند المساعدات الإنسانية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، بل تمتد إلى نشر العلم والمعرفة والريادة وتمكين المجتمع.
أعمال عظيمة ومساهمات كبيرة على حياة الناس ليس في دولة باكستان فقط، بل على امتداد قارة آسيا، تحققت بفضل الله، ثم بدعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وإيمانه الكبير بالعطاء منهجاً وبمحبة الخير أثراً يعود نفعه على الجميع، وليس أعلى فكراً وأسمى حكمة من قول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان: «التكافل الاجتماعي بين المسلمين سمة من سمات هذا الدين الذي تميز عن جميع الأديان والأعراف بسماحته وكرمه».
وسمو الأميرة سلطانة بنت تركي السديري ـ رحمها الله ـ سعت قبل ذلك بشكل دؤوب لصناعة أمل لليتامى والمتعففين والمترفعين عن الفاقة في مجتمعنا السعودي، حتى لُقِّبت بـ» أميرة الخير»؛ لسخائها في الأعمال الخيرية، حيث دعمت جمعيات تحفيظ القرآن وجمعيات البر ورفعت شأن المعوقين ودعمت تمكينهم، كما سعت لتكريس مبدأ «التكافل الاجتماعي» طوال حياتها.
فالاستثمار في صناعة الخير والتميز في الأعمال الخيرية، كما يؤكِّد سمو الأمير سلطان بن سلمان، هو منهج هذا الوطن، بل يصف سموه بأروع الكلمات ما تقوم به المملكة وقيادتها وشعبها بقوله: «إن المملكة العربية السعودية بإنسانها كانت ولازالت وستظل إن شاء الله بلد الخير والعمل الإنساني المتميز».
كلنا فخر، بفكر قيادتنا الرشيدة والقيم الإنسانية السامية التي تلتزم بها، وما يقدمه وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) من إسهامات حضارية مبتكرة وبديعة لتمكين الإنسان ورقي شأنه وتحسين حاضره ومستقبله.