عبدالعزيز بن سعود المتعب
أن يضع أحد المراهقين حسابا في تويتر ويهرف بما لا يعرف مُنظّراً بشكل اعتباطي مؤسف في كل المجالات ويعطي نفسه الحق أن يتحدث باسم تخصصات الجميع في الساحة الشعبية وهو لا يعدو كونه صاحب محاولات شعرية متعثرة في طور التكوين! بل ويصادر القناعات والمنطق بالحجج الدامغة التي تدحض خزعبلاته، مخولاً نفسه الحديث باسم الناس في تخصصاتهم كافة وكأنه مدير تخصصاتهم العام في الطب والهندسة وعلم الفلك والتاريخ والفلسفة والفن والأدب والشعر.. الخ، فهذه مهزلة ترتكب بذريعة الانتماء الوهمي للساحة الشعبية البريئة في معدنها وجوهرها النفيس ممن لا يرتقي إليها شاء أم أبى، والأدهى والأمرّ يُبرز (بالواسطة) في بعض القنوات الفضائية من قبل من يخلطون بين (الإثارة والبثارة)، قد يقول قائل لا يصح إلاّ الصحيح، والأيام كفيلة بإذابة فقاعات الوهم والخزعبلات تحت شمس الحقيقة، وقد أتفق بشكل نسبي مع قوله هذا -ولكن الضوء يكشف الظلام- ولا بد من الرصد المهني لتصرفات مثل هؤلاء السلبية بكل حياد موضوعي، بعيداً عن الشخصنة والتشهير لأن أمثالهم في هكذا حالة مؤسفة لا يمثلون الجانب الإيجابي المضيء للساحة الشعبية التي قدّمت وتقدّم نخبة الشعراء على مدى السنين، كما أن من يبارك بصمته السلبي حضور مثل هؤلاء بل ودعمهم ليتصدروا المشهد في الساحة الشعبية عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي لا بد أن يراجع نفسه، فهو إما جاهل بالشعر الشعبي (مع الخيل يا شقراء) أو يرى أن مثل هذا المتخبّط باسم الشعر الشعبي الحقيقي البريء منه ومن أمثاله (لا يرتقي لاهتمامه)، وبالتالي لا يستهويه الخوض بشأنه.
وقفة:
للشاعر الصديق مساعد الرشيدي
-رحمه الله-:
تزاحم الضيقات بالصدر الرحيب
تفتح ملف الهم وتقفل ملف
يالله بجاهك من تردّاي النصيب
وبحماك يالله من مقاشير الصدف
نشيب ورموش الليالي ما تشيب
ونعف وصدوف الليالي ما تعف
كم خاب ظنٍ كنت أظنه ما يخيب
وكم باروا الأصحاب فينا للأسف
وكم صالفت بقعا عساها للذهيب
وفِي عز شدتها قلبناها ترف
نقدم على رقي المصاعب ما نهيب
ونموت ماتاطا لنا الدنيا طرف
ونقصر خطاوينا عن الدرب المعيب
وبالماقف اللي يبهج الخاطر نقف
ونطيب لو عيّت ليالينا تطيب
فضلٍ من اللّي جمّل الحال ولطف
غصبٍ على الوجه الكريه المستريب
وغصبٍ على الرديان من شق وطرف