محمد العيدروس - الرياض:
بدأت المرحلة الأولى من التجارب السريرية المدعومة من وزارة التعليم لإنتاج أول لقاح سعودي لكوفيد (19) بعد أن أنهت التجارب المخبرية وأثبتت فعاليتها، بما يعكس إسهام الجامعات السعودية وتكاملهما مع الجهود الوطنية الرامية إلى الوصول إلى أول لقاح سعودي مضاد لفيروس كورونا، وتأكيداً على ما يحظى به التعليم والبحث العلمي في المملكة من دعم سخي من القيادة الرشيدة -حفظها الله-.
وقد وقعت جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل التي ترعى مشروعاً مبهراً للسعودية، حيث وقعت د. إيمان المنصور عقداً مع واحدة من كبرى الشركات المتخصصة في المملكة المتحدة ومملكة السويد، المتميزة بإنتاج اللقاحات بكميات كبيرة على مستوى العالم، وسبق لها العمل مع شركات رائدة في إنتاج اللقاحات والأدوية مثل شركة «استرازينكا»؛ وذلك بهدف تهيئة الكميات المناسبة لاستخدامها في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، حيث يتضمن العقد مرحلة التخمير، وتقييم المخاطر، وسلامة المادة البلازميدية وجودتها، وكذلك إنتاج الدفعة الأولى من اللقاح وفق المعايير والممارسات العالمية للإنتاج، واشتراطات هيئات الغذاء والدواء العالمية.
كما وقعت الجامعة عقداً مع أحد المراكز المتخصصة في إجراء التجارب السريرية، وذلك للمشاركة مع الفريق البحثي في الجامعة في عمليات الإعداد والإشراف على «بروتوكول» المرحلة السريرية، وتوفير المتطوعين للمشاركة في الدراسات السريرية، وإجراء جميع الفحوصات لتقييم المناعة المطلوبة من اللقاح لدى المتطوعين، كذلك الحصول على الموافقات اللازمة من هيئات الغذاء والدواء المتخصصة، والمشاركة مع الفريق البحثي بالجامعة في إعداد التقارير المرحلية والنهائية للمشروع، سواء الإحصائية أو الوصفية.
وكانت الجامعة قد تعاونت مع أحد المكاتب المتخصصة في توثيق وتسجيل حقوق الملكية الفكرية للمشروع، كما يواصل الفريق البحثي بمعهد الأبحاث والاستشارات الطبية في الجامعة بقيادة الدكتورة إيمان المنصور جهوده لاستكمال رحلته العلمية في إنتاج اللقاح، وفق مراحل زمنية باستخدام تقنية لقاحات الحمض النووي pDNA.
على صعيد آخر دعت منظمة الصحة العالمية إلى إنتاج جيل ثان وثالث من لقاحات كوفيد 19 لمواكبة المتحورات الجديدة.
وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم في المؤتمر الصحفي الدوري إنه يتعين على الشركات المصنعة التكيف مع تطورات الفيروس ، ومراعاة أحدث المتغيرات في الجرعات المستقبلية حتى تظل فعالة ، كما يحدث مع لقاحات الأنفلونزا التي يتم تحديثها مرتين سنوياً لتتناسب مع السلالات الجديدة.
وأضاف أن هذه التطورات تسلط الضوء على أهمية توسيع نطاق تصنيع وطرح اللقاحات في أسرع وقت ممكن لحماية الأشخاص قبل تعرضهم للمتغيرات الجديدة.
ومن المتوقع أن تصدر المنظمة قرارا خلال الأيام القليلة القادمة يتعلق بإدراج لقاح أوكسفورد استرازينيكا في اللقاحات المستخدمة ضمن مرفق كوفاكس. وأوضح أدهانوم أن لقاح استرازينيكا هو أحد اللقاحات العديدة التي ثبتت فعاليتها في الوقاية من الأعراض الشديدة لمرض كوفيد 19، والحيلولة دون الاضطرار إلى دخول المستشفيات أو الوفاة.