عزيزة تركستاني
ثم تصل لمرحلة أنك لم تعد بحاجة لشيء، سوى الهدوء...
كم مرّة زرعت فيمن حولك مبدأ ألا أحد يستحق، بينما تبكيك أغنية! كم مرة بدا عليك المظهر الصلب، بينما تتهاوى الحياة بك من الداخل، كم مرةً سقطت أمام نفسك وأنت الذي لطالما بدوت شامخًا أمامهم، إن الأسوأ من كتمانك للشعور يا صديقي، هو تظاهرك بعكسه تمامًا.
كم هي جميلة مرحلة النضج التي تصلها عندما لا يهمك الرد المتأخر، ولا يهمك معرفة أي شيء عن أي شخص ولا يأتيك الفضول لكي تعرف شيئًا لا يخصك تصل للاكتفاء بنفسك وبعائلتك وأصدقائك المقربين وتصبح علاقتك محدودة مع الناس ولا تشعر بحاجتك للتبرير ولا تنتظر أعذارًا ولا أي شيء آخر..
في وقتٍ ما، ستعلم أن سلامة القلب وهدوء العقل أهم من كل شيءٍ آخر، وأن سعادتك لا تتطلب حدوث المعجزات فقد تكون في كتاب وكوب قهوة، وأنك لا تحتاج إلى الكثير من الأصدقاء يكفيك منهم القليل الوفي الصادق معك في محبته، وأن العائلة انتماءٌ حنون لا يُشبهه شيءٌ على الإطلاق.
اعتنِ بصحتك النفسية جيداً لا تضغط على نفسك أكثر من اللازم لا تفعل أشياء أنت لا تريدها ابتعد عن الأشخاص الذين يستغلون طيبة قلبك أو قلل احتكاكك بهم، كافئ نفسك بعد عمل شاق، بعض الأشخاص لديه أسلوب حياة يدمر بها نفسه لِذا خطط للعناية بنفسك إذا لم تعتنِ بنفسك فلن يعتني بك أحد...
لا أجبرُ نفسي على محادثةِ من يتجاهلني ولا أدخلُ في معارك لا تخصُّني ولا أنافسُ لكسب ودِّ من لا يدرك قيمتي.. لذا أنا دوماً انسحبُ من مهزلةِ العلاقات وأبتعدُ عن كل من لا يعرف قدري من بابِ الحفاظ على كرامتي ومن باب راحة البال لا الضعف كما يُخيَّلُ لهم...