قاتل الله الحسد ونظف قلب كل حاسد وشفاه من البغض والكراهية والحقد والإضرار بخلق الله وتمني زوال نعم الله وفضله على عباده نتيجة الحقد والغضب ومرض القلب وسوء تربيته على حب الآخرين، وغالباً ليس كل ذي نعمة محسود فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وكل إنسان ومخلوق في هذا الكون له رزقه في هذه الحياة الدنيا ومهيأ لما خلق له..
والحسد من الأخلاق الذميمة التي تسبب البغضاء والتشكيك في الآخرين وإنجازاتهم وفضل الله عليهم وإيقاع الريب والشبهات وتشويه صورهم بالغيبة والنميمة والكيد لهم وذلك لأن الحاسد مشغول بالآخرين معذب القلب والبدن بتتبع إنجازات وأعمال وإبداعات الآخرين فيقوم بالكيد لهم وتمني زوال نعم الله منهم.
والحسد منتشر فلا يكاد يخلو جسد من حسد.
وسبب انتشاره غالباً لتدفق نعم الله وفضله على عباده وتحول طبيعة الحياة إلى مادية.
وسادت نظرة الوجاهة بين الآخرين والتنافس في إظهار ذلك للعامة بأي طريقة كانت، ورغم أن الحاسد غالباً يرى ولا يعلم كيف حصلت الماديات التي أوجبت حقد المحسود فقد تكون سيارته الجديدة الفارهة بالدين وقد تكون الفيلا التي تسر الناظرين بالتقسيط وتراكم الديون، وقد وصل إلى النجاح والمنصب الذي هو فيه نتيجة أعمال وسهر ودراسة امتدت لسنوات من الكفاح والجهد.
ولعلاج الحسد الذي قد يجده في نفسه أولاً عليه أن يحاسب نفسه ويعاتبها ويتحدث معها ويتقي الله فيها وما لا يرضاه لنفسه لا يرضاه ويتمناه للآخرين فالحسد يحرق الأعمال ويسبب القلق النفسي ويرفع الضغط ويسبب الأمراض للجسد نتيجة أن النفس غير مطمئنه ومحبه للآخرين. فالحسد يعمل في الحاسد أكثر ما يعمل في المحسود، وللوصول إلى النفس السوية المطمئنة لا بد من سلامة القلب وتدريبه على ذلك ويحب لأخيه ما يحبه لنفسه..، وأخيرًا اللهم يارب الفلق والناس أعوذ بك أن أكون حاسداً أو محسوداً.
(وقفة..)
اصبر على كيد الحسود
إن صبرك قاتله
النار تأكل نفسها
إن لم تجد ما تأكله
** **
lewefe@hotmail.com