كتاب دروس مبسطة في الاقتصاد لمؤلفه روبرت ميرفي هو دليل إرشادي لطريقة جديدة للنظر إلى العالم. وقد أثبت علم الاقتصاد أنه جدير بأن يتعلمه الجميع. والشخص واسع المعرفة ليس من يقتصر على دراسة الجبر وفلسفة دانتي وأشعاره، والبناء الضوئي فحسب، بل من تكون لديه القدرة أيضاً على تفسير السبب وراء ارتفاع الأسعار.
بَيْدَ أن المنظور الاقتصادي ليس مفيداً في كل الحالات. فدروس كتاب ميرفي لن تفيد كثيراً في مبارة كرة القدم أو حفلة تخرج. أما في حياتك، فستواجه مواقف عديدة غاية في الأهمية لا بد لقراراتك فيها أن تكون مبنية على معرفة اقتصادية سليمة. ليس من الضروري أن يصبح الجميع علماء اقتصاد، لكن من المهم أن يتعلموا كيف يفكرون بعقلية اقتصادية.
يقول ميرفي: في هذا الكتاب نتبنى رأياً مفاده أن الاقتصاد يشكل علماً مستقلاً، تماماً مثلما هو مؤكد أن الكيمياء والأحياء فرعان مستقلان من فروع المعرفة. سوف أتناول دروس كتابي على أساس علمي. لكن انتبه!! عندما نقول إن الاقتصاد علم، فنحن لا نعني أننا سنجري تجارب لاختبار قوانين الاقتصاد، مثلما يبحث عالم فيزياء نووية نتائج تحطيم أنوية الذرات باستخدام مسرِّع جسيمات. فهناك فروق مهمة بين العلوم الاجتماعية كالاقتصاد، والعلوم الطبيعية التجريبية كالفيزياء.
إن من المفاهيم المغلوطة الشائعة اعتقاد الناس أن علم الاقتصاد هو دراسة المال. بالطبع لدى علم الاقتصاد الكثير مما يقال عن المال. لكن عكس هذا المفهوم المغلوط الشائع، فإن الاقتصاد أشمل من مجرد دراسة المال فحسب، فهو يشمل دراسة عمليات التبادل التجارية، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الاقتصاد يتناول حالة شخص واحد منعزل يتخذ إجراءات معينة تهدف إلى تحسين وضعه، عادة ما يطلق على ذلك اقتصاد كروزو.
يقول ميرفي: إياك أيضاً أن تظن أن علم الاقتصاد يتعامل مع اقتصاد افتراضي لا يعنيه إلا اقتناء الممتلكات المادية أو كسب المال. ذاك أحد المفاهيم المغلوطة الشائعة عن جوهر علم الاقتصاد.
إن علم الاقتصاد كما هو بين طيات هذا الكتاب لا ينصح العمال بقبول أي وظيفة ما دامت تدر أكبر دخل ممكن، ولا ينصح الشركات بالتفكير في الجوانب المالية فقط عند إدارة استثماراتهم.
ولذا يؤكد ميرفي أن أحد أسباب دراسة الاقتصاد هو أنه ببساطة علم شائق. وهناك سبب آخر وهو أنه سيساعدك على اتخاذ القرارات في حياتك الشخصية والمهنية. ولهذا السبب وجب على الشباب الراشدين تعلم مبادئ علم الاقتصاد.