د. صالح بكر الطيار
عاودت الجهات المعنية في بلادنا تشديد الإجراءات الاحترازية، منها منع التجمعات والأكل في المطاعم والمقاهي، ومنع الاجتماعات البشرية المتجاوزة الحد الافتراضي.
وكان الجميع قد استهل منذ أشهر رفع حظر التجوال وعودة الأنشطة الاقتصادية بعد أن مر الجميع بفترات حظر إجباري نتيجة تفشي الفيروس حرصًا على سلامة البشر. ورأينا استهتارًا كبيرًا من قِبل بعض المواقع التجارية والجهات في تطبيق الاحتياطات للوقاية من الفيروس الذي لم ينتهِ بعد، وقد عاودت أرقامه الارتفاع من جديد في ظل عدم تقيُّد الإنسان بمسلّمات الوقاية من تفشي العدوى، وعدم التزام الكثير بالعزل المنزلي، في حين أن قصور الأفراح عاودت الأنشطة وسط جهل واضح من مرتاديها بعد الالتزام بالإجراءات اللازمة مما اضطر الجهات المختصة إلى فرض العديد من القرارات التي قد تزيد وتتشدد الأيام المقبلة. وكان وزير الصحة قد طالب أكثر من مرة الجميع بالحذر والحيطة، وتوالت بعدها العديد من التحذيرات التي أخذت حيز الاهتمام وقت الحظر وبعده بأيام، ثم لم يلبث العديد من المتهاونين في حضور الاجتماعات وعدم التقيد بلبس الكمامات الواقية أو وضع المسافات الآمنة بينهم وبين الآخرين، وغفلت العديد من القطاعات وحتى الأسر عن اتباع إجراءات الاحتياط من الفيروس من خلال استخدام المعقمات والبُعد عن مواقع التجمعات، وأيضًا غسل الأيدي، والحرص على تنفيذ كل ما تم التوجيه به في سبيل خفض أعداد المصابين بالفيروس، والوصول إلى تسجيل أقل الحالات حتى نصل إلى الرقم صفر، ولكن عدم اتباع الإجراءات الوقائية أسهم في ارتفاع الأعداد في ظل تواصل هذا الجهل البشري بكل التعليمات.
يمثل فيروس كورونا خطرًا، وإذا أُصيب به الشخص -لا قدر الله- عليه أن يخضع للعزل المنزلي أو العزل في المواقع التي هيأتها الدولة -رعاها الله- لكل السعوديين والمقيمين على أرضها وحتى في الخارج، ومن كانت مناعته ضعيفة وتعرض إلى مضاعفات؛ فقد وفرت الدولة العلاج الذي يكلف ملايين الريالات للحالات التي تعافت من الفيروس بفضل الله، ثم بفضل الخطط العلاجية المميزة التي تقدمها الدولة، وتصرف عليها الكثير والكثير.
لذا فإنه يجب على كل أسرة أن تعيد حساباتها؛ فالفيروس كلف الدولة ميزانيات ضخمة، ووقفت الدولة وقفة عظيمة في سبيل مساعدة أصحاب المنشآت والمتضررين، ووفرت كل التسهيلات؛ لذا فإن للفيروس مخاطر يجب إدارتها، سواء من الأسر أو من القطاعات المختلفة، سواء قطاعات الاقتصاد أو الجهات الحكومية أو مواقع العمل بكل أنواعها، إضافة إلى وضع غرامات وعقوبات صارمة لكل متهاون، وخصوصًا أننا قد عايشنا وجود الفيروس ونشاطه في أزمنة مختلفة ومراحل متفاوتة، وكان الإهمال والجهل سببَين رئيسيَّين في تفشيه؛ لذا آن الأوان لإدارة مخاطر يجب أن تنفَّذ بشكل فردي وجماعي حفاظًا على سلامة الجميع وصحتهم.