احمد العجلان
بعيداً عن قيمة الصفقة الفنية أو المادية أو أي تفاصيل أخرى، أقول للنجم الشاب عبدالله الحمدان الذي انضم للهلال خلال فترة الانتقالات الشتوية بعقد سيمتد لخمسة أعوام ونصف العام، أقول له أهلاً بك في عالم الغرائب والعجائب، البعض ربما يستغرب العنوان أو المقدمة ولكنها الحقيقة التي يعرفها كل المنتسبين للوسط الرياضي، ولو لم يقر بها البعض ظاهراً ولكنه يعرفها في باطنه، وكذلك لم يكتب عنها أحد أو ربما لا أتذكر أن أحداً قد كتب عنها لكنها الحقيقة التي أؤمن بها ويؤمنو بها زملائي، نعم الهلال عالم غريبـ فما يجوز لغيره يحرم عليه، وما هو طبيعي لدى الآخرين هو مستنكر فيه، أعتقد يا عبدالله أنك وأنت تلعب بقميص المنتخب السعودي سابقاً كان كل شيء طبيعي، تسدد ركلة جزاء هذا جزء من حقك كلاعب، تأخذ كرتًا أصفر فهذه طبيعة كرة القدم، تحصل على جائزة من اتحاد محلي أو قاري فهذا لأنك مجتهد وموهوب، لكن في الهلال الأمر مختلف.. عندما ترتدي شعار المنتخب فهذا لأنك تلعب للهلال، وعندما تسدد ركلة جزاء هذا لأنك من النادي إياه، وعندما تحصل على جائزة أفضل لاعب فهذا ليس لأنك مجتهد أو موهوب بل لأنك هلالي، هكذا هي العقليات التي ابتلي بها الوسط الرياضي وهذا منطقهم، لا يمكن أن يعترفوا بنجاح لأي من عناصر الهلال.. وربما أنك يا الحمدان بدأت تشعر بذلك منذ إعلان توقيعك مع الهلال، هذا هو الهلال وهذا هو قدره وقدر النجوم الذين يلعبون فيه، لذلك عليك أن تكون جاهزاً لمواجهة الضغط وتحمّل المسؤولية وعدم الاكتراث بما يقال، ولأجل مصلحتك تجاهلهم على طريقة أذن من طين وأخرى من عجين، لأنك إذا سمعتهم مرة أو رديت عليهم فلن تنجو من آلتهم في المرات التالية، لذلك فالتجاهل هو الحل الوحيد لهؤلاء المتأزمين ضد كل ما هو أزرق. وفي الجانب الآخر ونصف الكأس الممتلئ هنيئًا لك يا عبدالله، فعندما غادرت النادي الكبير الشباب ذهبت إلى نادٍ كبير آخر، ففي الهلال أجواء إيجابية وبيئة مشجعة للنجاح وجمهور عاشق وداعم لنجو مفريقه، ستكون فرصتك يا عبدالله لكتابة التاريخ مع الزعيم لاسيما وأنك تحضر في سن مبكرة وذهبت لنادٍ هو في أمس الحاجة للاعب موهوب في مركزك، الفرصة الآن لك على طبق من ذهب لتكون اسماً تاريخياً مع زعيم آسيا، فإمكاناتك الكبيرة تحتاج إلى همة وإصرار على النجاح دون إغفال أن تتجنب عوائق النجاح من سهر وعدم التزام خارج الملعب.. امض يا عبدالله وكل محبي الهلال سكونون سندك وخلفك ولا تنسى أنك دخلت العالم الغريب فلا مكان في المنتصف، فمن سيحيطون بك إما محب لحد الثمالة أو آخر عكس ذلك.. أما أنا فأقول أن ثقتي في إمكاناتك وعقليتك وروحك الكبيرة بلا حدود.. وفقك الله ووفق جميع لاعبينا السعوديين.