** موضوع تثقيف اللاعبين سبق أن تطرق له الكثير من الإعلاميين، سواء عبر الصحف أو من خلال البرامج الرياضية، ولكن -للأسف- ما زلنا نعاني، ولا يزال الكثير من أنديتنا تهمل هذا الجانب المهم، والمهم جدًّا، مع أهميته، إذا ما أردنا أن نتطور، ونواكب الأندية العالمية في ظل الدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة -حفظها الله-.
** ما جعلني أطرح هذا الموضوع وأتناوله من جديد هو تصريح أغلب لاعبي دورينا بعد نهاية كل مباراة، كتصريح لاعب أحد الفرق.
** لستُ هنا بصدد الدفاع عن الحكم أو الهجوم، و(استقصاد) هذا اللاعب بعينه، وجعل محور حديثي عن هذه الحالة فقط..
** لكني أذكر هذه الحالة كمثال قريب، وكذلك للتأكيد على صحة كلامي بأن الأندية ينقصها الاهتمام بهذا الجانب؛ لما فيه من إيجابيات لرياضة صحيحة ومفيدة، تُخرج لنا أجيالاً ولاعبين يُستفاد منهم، ونصل من خلالهم إلى مستقبل مشرق، نبهر به الأمم.
** سأتكلم في مقالي هذا عن القيم الرياضية ومدى أهميتها للاعبين والمدربين والمنظومة الرياضية بشكل عام..
** لا شك أن القيم الرياضية لها أهمية كبرى؛ لأنها تعزز وجدان وأخلاق وسلوك وتصرفات اللاعبين عند المنافسة..
** نحن كمؤسسات رياضية نغفل هذا الجانب؛ وبالتالي لا يتم تعزيز منظومة القيم لدى لاعبينا. وهذا الشيء يؤثر سلبًا على موضوع النتائج في المستقبل..
** أتحدث هنا عن تعزيز ثقافة القيم في تقبُّل الهزيمة، في احترام المنافس، في الأداء الرياضي كروح رياضية، في تحمُّل وتقبُّل ضغط الجمهور أو حديث الجمهور، أو الاستماع لوجهة نظره في بعض الأحيان، أو حتى سلوكه..
** كل هذا يعكس بدرجة كبيرة أهمية أن يكون لدى اللاعب توازن كبير بين الجانب العقلي والوجداني والأداء البدني، بما يمكِّن من تحقيق المستويات العالية مستقبلاً.
** اليوم كثير من دول العالم لديها برامج للقيم الرياضية؛ ومن ثم يتم التعامل مع تطوير هذه القيم وتعزيزها، وإخضاع اللاعبين بشكل عام إلى جرعات محددة، تعكس ثقافة هذا المجتمع أو تلك الفئة أو تلك المجموعة، سواء كانت ألعابًا فردية أو جماعية، أو حتى لدى الجماهير والأفراد الذين يتعاملون مع اللاعبين.
** هناك الكثير من المدربين العالميين يقولون للاعبين قبل أي مباراة (أريد لاعبين يلعبون بقلوبهم).
** عندما نقف عند هذه الكلمة ماذا تعني؟..
القلب يعني العاطفة، يعني الوجدان. إذًا قضية العاطفة والوجدان والجانب النفسي تلعب تقريبًا 30 % من نتيجة أي مباراة أو أي منافسة؛ لذلك يجب إعداد اللاعبين والاستفادة من هذه المساحة في تعديل أو تغيير سلوك الأفراد؛ كي يقوموا برفع مستوى أدائهم، بارتباطهم أيضًا بموضوع النادي أو اللعبة عندما يعتزل اللاعب اللعبة، أو ينتهي مشواره الرياضي بشكل أو بآخر، أو تفقده بسبب إصابة ما. كذلك يجب أن يكون له صلة قريبة بهذه اللعبة؛ لأنه قد تم الاستثمار فيه لسنوات متعددة.
** نتحدث عن أن يكون مدربًا أو إداريًّا أو حكمًا، أو يكون منتميًا حقيقيًّا لهذه المؤسسة.
أشياء:
سلام ودعاء لمن يتركون لنا أشياء جميلة عندما نتذكرهم.
** **
- إسماعيل الأحمري