مها محمد الشريف
حرصت كثير من دول العالم على وضع سياسات واستراتيجيات وتنفيذ مشاريع لتعزيز الرعاية الصحية والحماية من الأوبئة، وذلك بهدف أن يكون الرصيد التوعوي مرتفعاً والكل يحرص على النهوض برسالته في الصحة والتعليم والتنمية والاقتصاد، والمملكة العربية السعودية تولي اهتماماً بالغاً في جميع القطاعات بما فيها قطاع الصحة وتسعى لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية لكل من المواطنين، والمقيمين والزوار، وبحث عميق في بنية الأزمة وأصول المعالجة والانتقال إلى أبعاد متعددة حذر منها وزير الصحة توفيق الربيعة من خطر دخول الموجة الثانية من فيروس كورونا.
وبناء على تصور الأزمة الصحية قال: «لقد رصدنا في الأيام الماضية زيادة ملحوظة وارتفاعاً مستمراً في أعداد الإصابة بفيروس كورونا، وكانت من أهم أسبابها التجمعات بكل أنواعها، وإذا استمر التهاون في التجمعات وعدم تطبيق الإجراءات الوقائية سندخل في خطر الموجة الثانية لا قدر الله».
نتساءل، في سياق الحديث عن وصف عملية بناء معرفة صحية، في ميدان معين كالحقل الاجتماعي الصحي، من أجل تطبيق الطرق المعرفية بالموجة الثانية للجائحة وإتاحة الفرصة للتحقق من تطبيق الاحترازات اللازمة، وكذلك تحقيق النتائج المطلوبة والمرجوة، وقياس وعي المجتمع، فكثير من متع الحياة تتوقف على الصحة والفرح لأن الانفعالات ترتبط بصحة الإنسان ويبقى الفرح جزءًا من تكوينه.
وقد انعكس اهتمام وزارة الصحة على الجهود التي تقوم بها عبر بوابتها الإلكترونية التي تعد إحدى أهم القنوات الفعالة في التواصل بين الوزارة والمستفيدين من خدماتها، وبالمعرفة الاجتماعية في التغيير والأخذ بالأسباب، فالمعرفة الاجتماعية والمشاركة الاجتماعية تعني الانتقال من حالة إلى حالة أخرى، وذلك يسهم في اكتشاف وتفسير الواقع والمقياس الحقيقي له.
إن الأحداث التي صنعتها الجائحة مفاجئة، فقد ضربت الأنظمة الصحية والاقتصادية في كثير من الدول، وعلى حين غرة، وهي في مأمن من أمرها، وهذا وضع جديد وحرج لا بد من مواصلة الالتزام بالاحتياطات والإجراءات الاحترازية كافة، حيث إن العلماء ما زالوا يدرسون ما يمكن أن تفعله اللقاحات، ولم تتأكد صفة الوثوق بها بعد ما إذا كانت تكفل الحماية من الإصابة بكوفيد- 19 ونشر العدوى إلى أشخاص آخرين أم لا.
لذا، أي تحليل علمي لم يجزم فقط باللقاح دون اتباع الاحترازات الوقائية ومراعاة الاحتياطات الصحية وغياب التدابير، بالتالي، فإن الوضع يبقى على ما هو عليه، خاصة أن هناك انتشاراً للعدوى خارج عن السيطرة في بعض البلدان، فالمحافظة والالتزام تدفع العوائق إلى الخلف وتسهم في الوعي المجتمعي، وعلينا إكمال المسيرة فقد راهنا منذ البداية على التميز، ومواصلة المشوار بحزم وجدية، ونشكر كل من وضع ثقته فينا كشعب واعٍ يأخذ ما ينفع ويفيد ويتبعه، واضعين نصب أعيننا ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من أعمال جليلة وضخمة لحمايتنا بخطوات عملية بناءة.