د.عبدالعزيز العمر
في فترة سابقة أعلن (بيل قيتس) مؤسس عملاق تقنية اليوم (مايكروسوفت) تخليه عن عمله اليومي في شركته، وتفرغه للعمل برفقة زوجته ماليندا في مؤسسته الخيرية، وهي مؤسسة استهدفت نشر التعليم، وتحسين الظروف الصحية والمعيشية للناس في الدول الفقيرة. أما المذيعة الثرية الأمريكية الشهيرة أوبرا فقد اعتادت أن تذهب سنويًّا إلى الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا؛ لتقدم هناك أعمالاً خيرية، يستفيد منها الفقراء، وهناك تختار أوبرا فتيات وفتيانًا، لم يسبق لهم أن خرجوا من الحي المتهالك الذي يقيمون فيه، وتوفر لهم فرص ابتعاث إلى أمريكا على حسابها الشخصي.
من تجربتي الشخصية أعرف أن هناك طلابًا مميزين وجادين ومبدعين، يدرسون على حسابهم الخاص في الولايات المتحدة، إلا أنهم يواجهون خطر ترك الدراسة بسبب ضعف قدراتهم المالية. أجزم أن هؤلاء الطلاب عند تخرجهم سوف يشكّلون إضافة نوعية إلى بلدنا. وهنا نسأل: ماذا لو أن أثرياءنا خصصوا جزءًا يسيرًا من أموالهم لدعم المسيرة التعليمية لهؤلاء الطلاب الذين يدرسون تخصصات مطلوبة في جامعات أمريكية أو أوروبية مرموقة؟ هنا أتذكر أن مسؤولاً تعليميًّا سابقًا سمع أن أحد أثريائنا خصص مبلغًا يصل إلى مليارات لينفقها في الأعمال الخيرية؛ فأرسل مَن يتحدث مع هذا الثري ليقنعه بأهمية مساهمته في بعض المشروعات التعليمية التي ترتقي بجودة تعليم المواطن، وتخدم الوطن، وليقنعه بأن أعمال الخير لا تقتصر فقط على بناء المساجد (على أهميتها)، ولكن -للأسف- لم يقتنع ذلك الثري أو من يتحدث باسمه.