خالد بن حمد المالك
أفراح الرياض لا تتوقف، فهذه المدينة المبهرة في عرس دائم، يتجدد نمط الحياة فيها، وتحتفظ ببريقها دون عناء، ولا تغيب نضارتها، وكلما أشرقت شمسها، أو أطل قمرها، فتذكّر أنك أمام مدينة المدائن، والجوهرة التي فيها السهل والجبل، والوديان والصحاري الممتدة إلى أبعد من النظر.
* *
هذه بعض الرياض؛ بسكانها السبعة ملايين ونصف المليون نسمة، بجامعاتها ومستشفياتها، ومكتباتها، وحركة الاقتصاد فيها، بأسواقها، ونمط عمرانها المتميز، بشوارعها، وأشجارها ونخيلها، والأحياء القديمة والجديدة منها، بمطاعمها ومقاهيها وفنادقها، بما لم تر العين مثل هذا الجمال الأخاذ فيها.
* *
هندسها سلمان (الأمير) على مدى أكثر من نصف قرن، وخطط لتكون لها شخصيتها الآسرة بين المدن الأخرى، منذ كانت بمواصفات قرية صغيرة متواضعة، إلى أن أصبحت أكبر المدن، وأغنى المدن، والمستقطبة لأكثر من ثلث سكان المملكة، محتضنة الدواوين الملكية، والحكومية، والوزارات، والسفارات، وكل ما يحرك دورة العمل اليومي للمملكة.
* *
مناسبة هذا الكلام عن بعض ملامح الرياض، وعن شيء من مفاتنها الساحرة، إنما هو صدى لما تحدث به ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان عن مستقبل الرياض، وما كان في حديثه من إبهار وانبهار لمدينة ستتشكل بما سيجعل منها جوهرة فاتنة في هذا الجزء المهم والغالي من بلادنا، وعاصمة تجسد التاريخ المجيد لدور الرياض في توحيد المملكة، وبناء مشروع الملك عبدالعزيز بأن يتواصل التجديد والتحديث والإضافات التي تحتفظ لها بمكانتها المستحقة، وتجعلها درة مدن المنطقة كلها.
* *
فالرياض كما قال محمد بن سلمان هي الآن على موعد لتكون أكبر مدينة اقتصادية في العالم، ومن أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، مدينة سوف تنخفض فيها درجة الحرارة بما يصل إلى 4 % وكذلك سينخفض مستوى الغبار، بفضل برنامج زيادة الرقعة الخضراء ضمن استراتيجية طموحة تتجه نحو تطوير مدينة الرياض كجزء من خططها لتنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، خاصة أن الخصائص التي تملكها الرياض تعطي ممكنات لخلق وظائف، ونمو في الاقتصاد والاستثمار.
* *
هناك مفاجآت أخرى سيعلن عنها الأمير محمد بن سلمان، وإذا قال سموه فعل، وإذا بشّر مواطنيه بشيء صدق، والدلائل والتجارب مع وعوده السابقة كانت محل الثقة والشعور بالاطمئنان وقد تم تنفيذها، على أن الرياض في مرحلة حراك غير معتاد، ومستمر، ومع تطور غير مسبوق، وبلادنا بمدنها وقراها الأخرى تتجه نحو المزيد من الخطوات نحو التطور، في سباق ماراثوني في العمل لم تعتد عليه، والخير الأكثر قادم إن شاء الله، وسيتحقق بهمة ملك وولي عهد وشعب يستحق التقدير والاهتمام.
* *
الرياض تشكل اليوم ما يقارب 50 % من اقتصاد المملكة غير النفطي، وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل 30 % من بقية مدن المملكة، وتكلفة التطوير العقاري فيها أقل بـ29 % مقارنة بمدن المملكة الأخرى، هذا الكلام ليس من عندي، وإنما هو كلام الأمير محمد بن سلمان، ومن هنا يرى سموه أن المدن تشكل 85 % من اقتصاد العالم، بمعنى أن التنمية الحقيقية تبدأ من المدن، سواء في الصناعة أو الابتكار أو في التعليم أو في الخدمات والسياحة وغيرها من القطاعات، والكلام للأمير محمد بن سلمان أيضاً، بمعنى أن الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن، وبهذا يكون الرهان على الرياض لتحقيق التنمية الحقيقية للمملكة.
* *
وهناك خطط لإنشاء محميات ضخمة حول مدينة الرياض -يقول الأمير محمد- وذلك لتحسين الوضع البيئي للمدينة، بالإضافة إلى مشاريع بيئية أخرى سوف يتم الإعلان عنها لاحقاً، أي أننا أمام خطوات متسارعة، وقفزات نوعية لجعل الرياض اسماً على مسمى.
* *
هذه المعلومات، وهذا التوجه، سيجعل من الرياض التي هي الآن تتطور بسرعة، وتستفيد من الإصلاحات التي يقودها سلمان ومحمد، وتتجاوب مع المتغيرات، مدينة جاذبة، فالترفيه، والفرص والمواقع المتاحة لأصدقاء السياحة في الداخل ومن الخارج تمثل عناصر أخرى لتضع الرياض الخيار الأول المنافس للدول السياحية.