د.عبدالعزيز الجار الله
بدأت الأنظار تتجه إلى الأسرة العربية، التي شملتها حالات التشتيت والتدهور بسبب الحروب والاستعمار والاحتلال التي عاشها الوطن العربي في التاريخ الحديث والمعاصر:
-أولاً: الحقبة الأخيرة من العهد العثماني عندما عمدت الدولة العثمانية إلى التهجير القصري للسكان العرب في بلاد الجزيرة العربية والشام ومصر قبيل هزيمتها وتفكك الأمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الثانية، قامت بتهجير قصري للعائلات ونقل السكان من حيّز وناحية في الشرق العربي والشمال الأفريقي بهدف إضعاف الجسد العربي وخليته الأسرة لكي لا تدخل كطرف في الحرب ضد الدولة العثمانية في نظرة وسياسة خاطئة، والتي هدفت إلى تمزيق الأسرة والجسد العروبي حتى طال القوميات الأقلية غير العربية، في ظلم إنساني تمحور حول تشتيت الأسرة الواحدة كل فرد في ناحية جغرافية بعيدة جدًا عن الآخر، وفصل الأطفال عن أمهاتهم، وخلط السكان رغم الاختلاف الاجتماعي والثقافي.
ثانيًا: حقبة الاستعمار الأوروبي من نهاية الحرب العالمية الأولي عام 1918م بانتصار الحلفاء بريطانيا وفرنسا وروسيا، وهزيمة المحور الدولة العثمانية وألمانيا والنمسا، حيث قسمت المنطقة العربية بين الدول الأوروبية المنتصرة وفي تداخل في الحدود، وفصل للشعوب والعشائر والقبائل، وهزيمة الإنسان العربي من الداخل ومحاولة محو العروبة، ورفع شأن الأقليات وجعلها المسيطرة سياسيًا حتى بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 وانتهت عام 1945م، وخلال هذه الفترة وما تلاها تم التحرر العربي والاستقلال من الاستعمار الأوروبي الذي عمل على تشوية الأسرة والشعوب العربية.
ثالثًا: سيطرة إيران على العراق عام 2006م بعد انسحاب الاحتلال الأمريكي من العراق التي احتلها عام 2003م، وقد سيطرت إيران على العراق وشاركت في فعالية في فوضى الثورات العربية عام 2010م (الربيع العربي) لتمد نفوذها العسكري في سورية ولبنان واليمن بالإضافة إلى العراق، فعمدت إلى كسر الخلية العربية وإذابة العروبة، وتهجير الأسر والعائلات في العراق وسورية، وإحلال عائلات من وسط آسيا في المشرق العربي، ونشر المذهبية والطائفية بين الشعوب العربية، بصورة حاقدة وبغيضة لمحو العروبة عن العراق وسورية ولبنان واليمن.