وجئتُكَ يا سيدي حالمًا
بشيءٍ جميلٍ فلم يحدُثِ
على ثقةٍ من رفيف المنى
فقلبيَ للوعد لم يلهثِ
وبتُّ أراقبُ نورا مضى
وليلُ المصائبِ لم ينكثِ
شققتُ عن الليل آماله
فما وجد القلب من منفثِ
إذا الحزن ظلّل أسراره
بقلبيَ صنتُ ولم أملثِ
وبوأتهُ موئلاً خالدا
أراعيه حُبّاً ولم أعبثِ
وكم أهزلت خاطري لوعةٌ
تصاهر قلبي ولم أبثُثِ؟
وكم عثرت نشوتي هائمًا
وخطويَ شوقًا خُطى ريثِ؟
تقلبتُ في مهمه الراحلين
وطيفٍ توارى بلا مبعثِ
تمهلتُ حتى سرى واجمًا
فؤادي، وحلمي لم يمكثِ
وأخفيت جرحا له وحشةٌ
أواريه شوقا فلم أنبثِ
ترحلّت في الليل كي أنتهي
لسحرٍ تغلغلَ لم يورثِ
له مكمنُ الروح في بوحها
وتنهيدة منه لم تنفثِ
لتمتدَّ علّ الدجى صامتا
يهدئ من شوقه المُحدَثِ
أداعبُ أنجميَ الساهراتِ
وذكرى التنهُدِ لم تشعثِ
نسجت الأسى من شذا مقلتي
مواجع صمتٍ ولم تبعثِ
تطاولَ كالحزن ميعادُها
وصبري تمزّقَ لم يلبثِ
صُراخٌ يفتت من مهجتي
نزيفا تجدّد لم يحرثِ
فخبتُ وجئتك يا سيدي
وفيّا بعهدك لم أحنثِ
** **
- د. أحمد بن سليمان اللهيب