ميسون أبو بكر
قبل أيام أطل معالي وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة يقرع الجرس محذرا من موجة ثانية لكوفيد 19 المستجد اجتاحت العالم وأقفلت على أثرها بعض الدول الأوروبية حدودها وأوقفت رحلاتها، والبعض الآخر فرضت حظرا شاملا أو جزئيا، ومدّدت أخرى كفرنسا حظر التجوال الليلي بعد السادسة وإغلاق المطاعم والمقاهي والمولات الكبيرة التي يتم فيها تجمع عدد كبير من المتسوقين.
لا بد أن العالم سيرضخ ثانية لإجراءات مشددة فرضها كوفيد المتطور والذي أعلن عنه الأطباء والعلماء والذي لا تنجو الصين أن تكون مرة أخرى المصدر له، والظاهر أننا لن ننجو قريبا من شبح كورونا الذي علّلنا أنفسنا أن عام 2021 ربما سيخرجنا من كابوس العام الماضي.
ومعالي الربيعة إذ قرع جرس الإنذار فإنه يتابع بحرص ما يمر به العالم من موجة قوية للفايروس ومتحولة، ثم رصد زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بفايروس كورونا في المملكة، بعد أن بدأت الأعداد تقل عن مئة وهو رقم قياسي عكس ما تقوم به حكومة المملكة من إجراءات وجهود في كافة الأصعدة.
وأنا أقارن بين الوضع في المملكة والحياة التي بحمد الله تسير بظروف عادية ومسهّلة وآمنة، كما ينعم المواطن والمقيم بكل الخدمات ولم يفتقد لعديد من وسائل الترفيه بل أيضا السياحة الداخلية الآمنة والأجواء العذبة والطقس المتنوع حسب مناطق المملكة وبين دول الغرب -التي تحولت لمدن أشباح- حيث أغلقت معظم المحال والمدن والمطاعم وفرض حظر تجول ليلي، فإني أحمد الله كثيرًا على جهود مملكتنا وتجربتها الرائعة في جعل المملكة عالما آمنا، وإن إعلان وزارة الداخلية عن تعديل موعد رفع تعليق سفر المواطنين خطوة صائبة في ظل ما تعانيه الدول في الخارج التي لم تقفل السياحة فحسب فلا فنادق ولا مطاعم ولا حدائق أو متاحف مفتوحة بل أيضا ركود شبه تام لمسار الحياة اليومية وتوقف المستشفيات عن إجراء العمليات الجراحية غير المستعجلة.
الكرة الآن في ملعب الإنسان في المملكة، لا بد كي يستمر نعيم الحياة الاعتيادية ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية وتجنب التجمعات بأنواعها وعدم التراخي في تطبيق التدابير الوقائية الذي من شأنه كما أشار وزير الصحة يسهم في دعم الجهود التي تقوم بها كافة قطاعات الدولة للتصدي لهذه الجائحة، وبلا شك فإن عدم الالتزام سوف يجعل الدولة تضطر لاتخاذ إجراءات احترازية لحماية المجتمع.
أتوق كالعالم أجمع للتخلص من هذه الجائحة التي أرهقت العالم اقتصاديا والبشر نفسيًا واجتماعيًا أيضا، وغيرت معالم الإنسان والمكان.