زكية إبراهيم الحجي
يعتبر التسوق الإلكتروني إحدى أدوات التجارة الإلكترونية في العصر الحديث..والأكثر انتشاراً في عالم أشبه بقرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال المختلفة والثورة التكنولوجية التي أخفت الحواجز وسهلت التواصل بين المجتمعات المختلفة دون أي عوائق أو قيود.. ونظراً لأن التجارة الالكترونية باتت من أهم التطورات العالمية الجديدة، والتي فرضت نفسها بقوة على الساحة العالمية، وأصبحت إحدى دعائم الاقتصاد العالمي المرتكز على استخدام الإنترنت، لذا فإن التسوق الإلكتروني هو أحد الأساليب العصرية الحديثة التي انتشرت على نطاق واسع في مختلف المجتمعات وأصبحت واقعاً ملموساً في زمننا هذا رغم التفاوت في الآراء ما بين متقبل لأسلوب التسوق الإلكتروني وآخر رافض لهذه الظاهرة لعوامل مختلفة قد يكون أبرزها عوامل اجتماعية أو قلة المعرفة بكيفية إجراء التعاملات على الإنترنت أو حتى عدم إدراك المستهلك لمفهوم التسوق الإلكتروني.
ورغم أن نشاط التسوق الإلكتروني آخذ في التزايد يوماً بعد يوم.. وأخذ هذا النشاط من التسوق حيزاً كبيراً من اهتمام المستهلك والمتسوق على حدٍّ سواء..إلا أن العوامل التي تؤثر على توجهات بعض المستهلكين لتبني الإنترنت واتخاذ القرار تجاه استخدامه في عملية التسوق تختلف ما بين مستهلك وآخر، وفقاً لإدراكه للمخاطر والتحديات التي قد تواجهه، ومنها على سبيل المثال، الثقة ونوع المنتج وطريقة التعامل ووسيلة الدفع.. بالإضافة إلى ذلك مخاطر الخصوصية والمستوى الثقافي والمادي للمستهلك، وأيضاً البيئة الحضارية التي يعيش فيها.. لذلك تبقى ثقافة التسوق عبر الإنترنت محفوفة بالمخاطر وغير موثوقة النتائج في رأي الغالبية، وفي ذات الوقت فإن هناك فئات أخرى يعتبرون التسوق الإلكتروني عملية تتميز بالمتعة، بالإضافة إلى أنها مثيرة للاهتمام لكونها توفر راحة للمتسوق عوضاً عن الإرهاق والتعب الناجم عن التجول والتنقل بين المتاجر والمقارنة بين أسعار المنتجات المطلوبة.. أصبح التسوق عبر الإنترنت ظاهرة عالمية ومنتشرة في جميع زوايا العالم..وبات من أكثر المجالات التي تشغل الكثير خلال هذه الفترة ليس للشخص المتسوق فقط، بل أيضاً لمن يقوم بعملية التسويق، وذلك من خلال نشر رسائل تسويقية إلكترونية موجهة إلى جميع شرائح المجتمع دون استثناء.
باتت عملية التسوق الإلكتروني في وقتنا الحاضر أكثر انفتاحاً وسلاسة في ظل الثورة الرقمية المتسيدة على واقعنا في عصرنا الحالي، ما يساعد المستهلك كثيراً في أن يكون أمام خيارات متعددة من السلع.. كما يتيح له فرصة الوصول والتنقل إلى أسواق وشركات عالمية بغض النظر عن موقعه الجغرافي.. الشبكة العنكبوتية لم تعد مجرد وسيلة للبحث عن المحتوى الثقافي والعلمي ولا أداة لمتابعة الأخبار المرئية أو المقروءة.. ولا حتى مجرد وسيلة للتواصل مع الآخرين بل امتدت لأبعد من ذلك بكثير لتشمل التجارة الإلكترونية التي تقرب البعيد وتجعل العالم حلقة صغيرة بين الأصابع.