د. خالد بن علي شربيني
طرح العرض الذي قدمه لنا ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، سؤالاً: (كيف سيبدو الأمر) لو تخلينا عن السيارات؟ لو استغنينا عن الشوارع؟ لو ابتكرنا داخل المساحات العامة؟ لو بنينا حول الطبيعة بدلاً من البناء عليها؟
كيف سيبدو الأمر لو بنينا ذا لاين؟
فلتسمحوا لي ان اضع جوابا مختصراً لهذا التساؤل وهو سنصنع المعجزة لو بنينا ذا لاين، ستكون نظرتي كمتخصص في العمران والتصميم الحضري ولن اتطرق الا لمحور واحد فقط وأقولها وبكل ثقة، سيعيد لنا مشروع «ذا لاين» الحياة الاجتماعية التي فقدناها في الساحات العامة والشوارع، فلطالما كانت الفراغات والساحات العامة الخارجية، بما في ذلك الشوارع، جزءًا أساسياً من الحياة الاجتماعية في المدن. وكانت منتدى للحياة الاجتماعية والتفاعل، وكانت تلك الفراغات مكاناً للتواصل بين الناس وتميزت في حينها بتعدد استخداماتها. وجاءت التكنولوجيا بتغييرات على اسلوب الحياة الاجتماعية وتآكل معها الشكل التقليدي للساحات والمنتديات العامة وتطورت تلك الساحات لنوع جديد غالبها تقع في العالم الافتراضي أو السيبراني. وعملت التكنولوجيا على تغيير العلاقة التقليدية بين القطاع الخاص والأماكن العامة، من خلال القضاء على الحياة الاجتماعية المادية. وتحولت تلك الساحات إلى منصات على الواقع الافتراضي وها نحن اليوم أمام مشروع يعيد لنا الحياة الاجتماعية في تلك الساحات، بل وأكثر، فمثلما كانت التقنيات سبباً لانعكاس سلبي في الحياة الاجتماعية ستكون في مشروع ذا لاين عاملاً أساسياً لإعادتها لحالتها الطبيعية كأنما نقول (داوها بالتي كانت هي الداءُ).
وما نفخر به كسعوديين أننا أصبحنا مهرة في صناعة الإعجاز ونقدم الآن للعالم أحد عجائب العصر الحديث والذي نستطيع أن نصفها بالمعجزة على المستوى البشري، حيث ارهقتنا التقنيات الحديثة بالكثير من السلبيات، وجاء ولي العهد حفظه الله ليصحح المسار ويصنع تلك المعجزة من خلال مشروع (ذا لاين)، فعندما نضع الانسان محور بناء المدن سنعيد التوازن لحياتنا الاجتماعية التي كانت تعتمد بشكل كبير على التواصل المباشر وخاصة في الساحات الخارجية وحول البيوت والتي تعتمد على ثلاثة عوامل تعود من خلالها الساحات العامة لموقعها كمنصات ومنتديات اجتماعية أولها البيئة الآمنة ثانيها الخدمات والإدارة وثالثها تعزيز سبل التواصل، وقد لا يتسع المقال لسرد مساهمات التكنولوجيا وبشكل اساسي في معالجة تلك الثلاثة المحاور الرئيسية ولكن ببساطة لن يكون التواصل المباشر بين الناس بل بين الناس والأشياء، والأشياء بعضها ببعض.
وسيكون من الإنصاف ان نطلق على مشروع «ذا لاين» مشروع «ذا ميريكل لاين»the miracle line»