خالد الربيعان
كيف يمكن لمتجر أن تشاهد عليه مباراة رياضية ؟ الإجابة في كلمتين: الإنترنت.. الهاتف الذكي ، المتجر هو أمازون ، بينما عدد سكان العالم يقترب من الـ8 مليارات إنسان ، يستخدم الإنترنت منهم أكثر من 4 مليارات.. بينما مستخدمو منصات التواصل 3 مليارات ، 5 مليارات يمتلكون هواتف ذكية ، وهي على اتصال بالإنترنت .. هذه الأرقام منذ عام !
بينما في السعودية أكثر من نصف سكانها بما يعادل 18.3 مليون شخص هم مستخدمون لبرامج وتطبيقات التواصل ، بينما يقدر الوقت المستخدم من الفرد على الهاتف الذكي بـ «متوسط» 260 دقيقة يومياً ، وهذه الأرقام الرسمية من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ، بينما أثناء المباريات الرياضية على التلفزيون لوحظت ظاهرة هي استخدام المشاهد لهاتفه على منصات التواصل أو الإنترنت عموماً، ليتابع خبرا متعلقا ، يرى التشكيل ، ترى وقت المباريات متابعات كلامية وتفريغ لردود الأفعال وتعليقات ومهاوشات ظريفة على الفيس بوك الذي يستخدمه 11 مليون سعودي ، وتويتر بشكل خاص .. أكثر من 9 ملايين.
ما الملاحظة: نقول- مع أرقام ونتائج تجربة «dawriplus» السعودية - إن المستقبل رقمي بشكل قاطع ، ليس على مستوى البث الرياضي فقط، لكن أتوقع كلمات مارك زوكربرج مؤسس فيس بوك صحيحة حيث صرح من قبل أن التلفزيون مستقبلاً سيختفي.. مثل الراديو ، وسيكون البث «إنترنتي» ..»رقمي» ..فيسبوك بالمناسبة متواجدة على خريطة البث الرياضي ، بمباريات دوري الأبطال، الدوري الإسباني، الإنجليزي، وهي تتنافس في هذا الاستثمار الرياضي مع .. أمازون، جيف بيزوس - أمازون - الذي بدأ أحد أكبر كيانات العالم التجارية من جراج منزله بموقع لبيع الكتب : هو المنافس الآن لزوكربرج في البث التلفزيوني الرياضي ، اتفاقية رعاية حصرية مع توتنهام ، ثم بث لمباريات أكبر بطولات كرة القدم «دوري أبطال أوروبا»، ودخول منافسة الحصول على البث الرقمي للدوري الإيطالي في دورته الجديدة التي طرحت الرابطة منافستها منذ أيام .
الثابت أيضاً أن هناك خططا لها سنوات من كيانات «وادي السيليكون» للاستثمار الرياضي بالدخول لسوق بثه التلفزيوني ، ليكون بواسطتها بث «منصات وتطبيقات» ، توظيف فيس بوك للمدير التنفيذي لشبكة يوروسبورت العملاقة منذ عامين تقريباً «بيتر هوتون» خطوة تؤكد ذلك .. وسط اتفاق الغالبية أهمهم الكوادر المتخصصة في هذا الأمر : أن التلفزيون بالفعل بدأ يفقد سيطرته على بث الدوريات الكبرى والفعاليات الرياضية لطبيعة حياة الناس أنفسهم هذه السنوات مع ثورة الهاتف «الذكي جداً» ، مع تنامي وعي وطموح الكيانات والشركات الرقمية مثل فيس بوك وأمازون ويوتيوب وجوجل بالاستثمار في الرياضة تحديداً كرة القدم ، مع عامل «يعتبر المحرك لرقعة الشطرنج» .. المال .. حيث امتلاك هذه الكيانات للمال وللعروض «الأعلى بالطبع» في منافسات الحقوق كل دورة بث : يجعلك تفكر في رفع سرعة اتصالك بالإنترنت.. لتواكب المستجدات القادمة .
كوفيد شديد جداً !
التقرير الأخير بعد سنة من أزمة هذا الكائن المجهري الأخضر المتحور «المحير» معاً : كورونا / كوفيد.. أثبت خسارة كل الأندية تقريباً ، النادي الرابح الوحيد كان بايرن ميونخ .. لأنه لم يخسر ، هذا الوضع الاقتصادي للاتحادات الدولية والقارية - واستمراره مستقبلاً - يزيد من «التسارع الزمني» للغزو الفيسبوكي والأمازوني وغيره : لخريطة البث الرياضي ..وسط خسائر الشبكات التلفزية المعتادة من جهة ، وتنامي أرباح كيانات وادي السيليكون من جهة أخرى .. ويزيد أيضاً من الاهتمام بوجوب التعامل مع هذه المتغيرات - كالرقمنة - في أروقة وكواليس صناعة الرياضة السعودية ، خاصة مع ميلاد شبكة إعلام رياضية سعودية قلباً وقالباً .. في المستقبل القريب.