علي الصحن
«المدرب -رازافان- له سياسة، وقاعد يشتغل عليها، اليوم -بعد مباراة الفيصلي- ما قصروا الشباب، الحمد لله أن الفريق قدر يطلع بنقطة، أحسن من لا شيء، انضغطنا في نهاية المباراة، كنا نتمنى أن نكون أفضل من كذا، ونرجع للمباراة، لكن هذه كرة القدم»..
ما سبق جزء من حديث حارس فريق الهلال عبدالله المعيوف بعد مباراة فريقه الدورية أمام الفيصلي على ملعب الأخير الأسبوع الماضي، وعندما يخرج هذا الكلام من لاعب بقيمة وخبرة وتاريخ المعيوف، فإن الواجب أن يُناقش وأن يؤخذ مأخذ الجد.
يقول المعيوف: إن المدرب له سياسة، ولرازافان الحق في ذلك، وإنه يشتغل عليها، والسؤال هنا: إلى متى سيكون ذلك؟، ومتى ينتهي العمل ويبدأ الفريق القطاف؟، وما هي سياسة العمل التي جعلت الفريق ينزف النقاط بشكل غير مسبوق ويخسر ديربي السوبر بطريقة غريبة؟ هل هي سياسة التدوير التي أرهقت الفريق؟، أم سياسة الاعتماد على مجموعة معينة وعدم إحداث أي تغييرات في الفريق؟، أم العمل بسياسة طريقة اللعب الواحدة، أياً كان المنافس وطريقته ومنهجيته في اللعب؟ أم سياسة البداية الخاطئة ثم إرهاق الفريق ولاعبيه ثم إجراء تغييرات محاولة التعديل حتى الدقيقة الـ (80) موعد نزول صالح الشهري بطريقة هي أقرب إلى لعل وعسى؟!.
ويقول المعيوف: «اليوم ما قصروا الشباب»، وبما أن المباراة التي سبقت التصريح قد انتهت بالتعادل ومواصلة التفريط، فمن المقصر هنا؟ أم أن التعادل كان هو الهدف!.. وهذا أمر لا أتوقع أن الحارس يعنيه.
يواصل الحارس الهلالي: «الحمد لله أن الفريق قدر يطلع بنقطة أحسن من لا شيء» بالفعل الحمد لله على كل حال، ومن المؤكد أن «نقطة أحسن من لا شيء» لكن هذه لغة جديدة على الفريق الهلالي، وعبارة كانت محل استغراب الكثير من محبيه، خاصة وأنها صادرة من لاعب خبرة، لا من لاعب في خطواته الأولى في الملاعب! فهل هذا هو الطموح ومنتهى الرغبات؟ أم هو نتاج لأمر ما داخل الفريق، وعدم وجود الحافز وانطفاء الرغبة في الفوز، بعد ثلاث بطولات ظل البعض يتحدث عنها وكأنه حديث عهد بالفريق، وكأن الفريق حديث عهد بالذهب والمنجزات، وليس الفريق الذي اعتاد أن يحقق الرباعيات والسداسيات في موسم واحد.
ويقول المعيوف: «انضغطنا في نهاية المباراة، كنا نتمنى أن نكون أفضل من كذا، ونرجع للمباراة، لكن هذه كرة القدم».. فهل هذا التراجع والأماني بالعودة للمباراة نتاج سياسة المدرب، أم ضعف الحافز في الفريق، والإجابة كانت حاضرة جلية في مباراة السوبر التي شهدت قرارات فنية وأخطاء من بعض اللاعبين ومن ضمنهم المعيوف كلفت الفريق خسارة اللقاء، حيث انضغط الفريق ولم يرجع ولم يبدو أن مدربه ولا إدارة كرته قد عملوا في الفترة الفاصلة بين اللقاءين ما يصحح الحال ويحدث الفريق، وهي حال لم تكن طارئة في لقاء الفيصلي فقط، بل كانت امتداداً لغياب طويل امتد لعشر مواجهات خسر الفريق فيها ثلاث مباريات ولقبين!!.
حال الهلال في الأسابيع الأخيرة لا تسر، الجميع يعلم أن كل فريق معرض للتراجع والتشبع وتسرب الملل، لكن ليس بالطريقة التي يمر بها الفريق الأزرق، والهلال نفسه كان يمر بفترات تراجع لكن ليس بهذا الشكل والمدة، كان القائمون عليه والقريبون منه يعملون على لملمة أطرافه، وضخ الجديد في عروقه، واجتثاث العلة التي تسري في جسده، ولو كلفهم ذلك ما كلفهم، واليوم ينظر الهلالي لفريقه بعين حائرة، وهو ينتظر هذا التراجع، ويرى الجميع يقلبون الرأي بحثاً عن العلاج دون أن يهتدوا إليه، رغم أن معظمه واضح جلي لا يحتاج مزيد جهد لإصلاحه.