د. عبدالرحمن الشلاش
جائحة كورونا ما زالت مستمرة، والعالم ما زال حتى هذه اللحظة يعاني الأمرين من انتشار الفايروس رغم كافة الاحتياطات التي تسعى الدول لتوفيرها، مع أنباء عن موجة ثانية تهدد المجتمعات البشرية ظهرت بوادرها في دول محددة.
هذا الأمر دفع منظمة الصحة العالمية لتحذير الدول بصورة مباشرة من التسرع في فتح الاقتصادات بسبب ما تسببه التجمعات العشوائية وحالات الاكتظاظ من توفير مناخ ملائم لسرعة انتشار الفايروس وبالذات مع عدم الالتزام بالاحترازات, فالأرقام تتزايد في كثير من الدول وفايروس كورونا ما زال موجوداً وليس كما يظن بعض الواهمين والمضللين.
في المملكة رغم الجهود إلا أن الانفلات وذلك بالتجمعات العائلية والمناسبات والتخلي عن الاحترازات يهدد بنسف تلك الجهود المباركة ما جعل وزارة الصحة تشدد على تجنب التجمعات بجميع أنواعها، والالتزام بترك مسافة آمنة ولم يصدر هذا التحذير إلا بعد أن رصدت الوزارة كثيراً من التجاوزات التي أدت إلى زيادة عدد الإصابات إلى 255 إصابة قبل يومين بعد أن تراجعت إلى أقل من مئة إصابة بزيادة قدرت بأكثر من 200 % ولا شك أن مثل هذه النتيجة تهدد بالعودة لا قدر الله إلى المربع الأول.
ما يصدر من الجهات المعنية لا بد أن يؤخذ على محمل الجد بعيداً عن التفسيرات والتحليلات غير الواقعية, ومحاولة البعض تهوين الأمر وكأن الفايروس قد انحسر تماما فيها تضليل للعامة من الناس وتجديف ضد التيار. دخلت مسجداً في إحدى القرى للصلاة فذهلت من التسيب الموجود فالجميع بمن فيهم إمام المسجد لا يرتدون الكمامات وغير متباعدين ولا يستخدمون السجاد الخاص وهي دون شك صورة بدون تعليق لوزارة الشؤون الإسلامية.
أيضا هناك مناسبات وزواجات وغيرها لا يتم الالتزام فيها بأي من الاحترازات وانفلات في أكثر من موقع وهذه السلوكيات دفعت معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة إلى التحذير فقال: «لقد رصدنا في الأيام الماضية زيادة ملحوظة وارتفاعاً مستمراً في أعداد الإصابات بفايروس كورونا، وكانت من أهم أسبابها التجمعات بكل أنواعها، وإذا استمر التهاون في التجمعات، وعدم تطبيق الإجراءات الوقائية سندخل في خطر الموجة الثانية لا قدر الله».
لا شك أنه تحذير يدق جرس الخطر إذا لم يلتزم الجميع ومن السلطة الصحية العليا، ويؤكد أنه ما زالت كورونا موجودة ومستمرة، والخطر مازال قائماً والحل بالالتزام بالاحترازات وأخذ التحذيرات بعين الاعتبار.