قد تكون أي آلة حاسبة للجيب بين أيدينا اليوم أكثر من حيث القدرة والإمكانات مما كانت عليه كل الحواسيب التي وُجدت قبل عام 1950م، وحتى ألعاب الفيديو التي يلهو بها أطفالنا الآن هي الأخرى لديها من الإمكانات ما يفوق قدرة حاسوب كلف إنشاؤه ملايين عدة منذ عشر سنين مضت.
إن ثورة الوسائط المعلوماتية آتية، وفي جعبتها عجائب تخرج عن نطاق الحصر.. فكما أذهلت السيارات والطائرات الأولى أجدادنا، وأدهشنا الراديو والتليفزيون لدى ظهورهما، ستقلب ثورة الوسائط المعلوماتية Infomedia Revolution حياتنا رأسًا على عقب.
فلا عجب إن قيل إن أعظم ثلاث قوى تقنية على الساحة الآن: الحوسبة، والاتصالات، والوسائط المعلوماتية (الإعلامية)، التي من خلال تكييف نفسها معًا تحقق صيغة ائتلافية جديدة فيما بينها، تُعرف باسم: «التقارب التقني Convergence».
ويحقق ذلك التقارب عائدًا يفوق 30 تريليون دولار سنويًّا.
وستبرز الوسائط المعلوماتية - كما يقول الخبراء - من خلال تلك الصناعة الجديدة، التي تتنامى في سرعة مذهلة، كسلاح أساسي جديد للمنافسة في القرن الحادي والعشرين.
وسيظهر إلى الوجود جيل جديد من شركات تمتلك تقنية ثاقبة، تدعم بدورها الوسائط المعلوماتية؛ لتحقق نجاحًا فلكيًّا.
لقد تقادم عصر المعلومات تقادم الحواسيب البالغ عمرها أكثر من خمس وعشرين سنة. فلماذا نتكلم عن عصر كانت أجهزة الحاسوب فيه لا تعالج سوى البيانات، بينما نجدها تعالج الآن الصور والفيديو والصوت (الوسائط الإعلامية) بالقدر ذاته من السهولة؟!
وقد توافق عصر المعلومات الذي انطلقت بداياته في السبعينيات مع عصر الحواسيب الرئيسية. واليوم لدى أطفالنا قدرة أكبر على معالجة البيانات بين أيديهم.
لذا، سيكون المحرك الاقتصادي Economic Engine للاقتصاد العالمي الجديد مكونًا من صناعات الإنفوميديا، وهي الحوسبة والاتصالات والإلكترونيات الاستهلاكية.
وهذه الصناعات هي كبرى الصناعات العالمية الآن، وأكثرها ديناميكية ونموًّا؛ إذ يبلغ رأس مالها أكثر من 3 تريليونات دولار.
إن ثورة الوسائط المعلوماتية (الإنفوميديا) تطرق أبوابنا بالفعل، ولن تدع أمامنا سوى خيارات تشترك كلها في صعوبة واحدة: النظرة المستقبلية.