لا شك أن النجاح الذي حققته حملة وزارة الصحة في تطعيم فيروس كورونا يعكس أبعادًا مهمة في استراتيجية الوزارة في مكافحة فيروس كورونا منذ بداية انتشار هذا الوباء العالمي. لقد سررتُ أيما سرور حينما تلقيتُ الجرعة الأولى من التطعيم بكل سهولة ويسر، وسعدت للاستقبال والتقدير والاهتمام الذي يجده المواطنون والمقيمون كافة في هذه البلاد. من يشاهد أعمال الوزارة لا بد له من أن يشيد بهذا التنظيم الرائع. إن السرعة والدقة اللتين اختبرناهما في الإجراءات الإلكترونية الخاصة بالحصول على التطعيم لا تدعان أيًّا منا إلا أن يقف إجلالاً واحترمًا لجهود العاملين كافة في وزارة الصحة. لقد نجحت وزارة الصحة السعودية في مكافحة الفيروس منذ بداية انتشاره، وكانت من أولى الدول التي اتخذت الإجراءات الاحترازية؛ فلقد عكست قرارات فرض حظر التجوال، وتطبيق الدراسة عن بعد، والتوسع في تقديم الخدمات الإلكترونية، وإغلاق الرحلات الدولية عدا الضرورية، والتوسع في إجراء المسحات والتحاليل لكل من يُشتبه فيه أنه مصاب بالفيروس، أو كان مخالطًا لمصاب، وكذلك من خلال إطلاق تطبيق توكلنا.. أهمية بالغة في الحد من انتشار الفيروس، والحد من انتقال العدوى بين المواطنين، والحفاظ على حياة الناس؛ وهو الأمر الذي نال استحسان منظمة الصحة العالمية. كما شرعت وزارة الصحة في تنفيذ خططها وبرامجها ومشاريع أعمالها لمواجهة انتشار الفيروس، وهي تجربة عظيمة، وجدت ثناء عالميًّا وإشادة بدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، اللذين لم تغب أهمية صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين عن إدراكهما. إن هذا النجاح الكبير لم يقتصر على الحدود والجهود المحلية فقط، بل استشعرت المملكة دورها الكبير على المستوى العالمي؛ فبادرت لتعلن خلال رئاستها مجموعة العشرين لعام 2020 مساهمتها بمبلغ 500 مليون دولار لمساندة الجهود الدولية للتصدي للفيروس. إن الجهود المباركة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- جنّبت المملكة كوارث هذا الوباء.