د. خيرية السقاف
لم تعد «الرياض» عاصمة المدن في بلاد هي محور أنظار العالم لأنها فقط عاصمة دولة
هي قبلة ما يتخطى عدد مليار مسلم في أنحاء العالم..
ولا لأنها عاصمة أكبر دولة شرق أوسطية منتجة لأهم مصادر الطاقة في العالم, وذات مخزون من الثروات المتعددة مختلفة الخامات, والمواقع..
ولا لأنها قائدة العواصم العربية والإسلامية ثقلاً إستراتيجيًا, وسياسيًا, ودبلوماسيًا, واقتصاديًا..
بل لأنها الآن في وثبتها الطموحة, والجادة, والمتسارعة, والمخطَّطَة محور كل التطلعات, وباهر الخطط, والتنفيذ, والإجراءات, والإعدادات, بقيادة أكثر طموحًا من هذه الأحلام التي لم تكن حتى لتطرأ على قلب ينبض بحبها, ويعجز عن طموحها, حتى جاء من يضع رؤية شاسعة الأطراف, ماهرة التفاصيل, ثرية المفردات, شفيفة الضوابط, متقنة المفاصل, ذات أجنحة بعرض وطول مدى أهمية هذه العاصمة, ومن ثم شرق الوطن وغربه, شماله وجنوبه؛
سواحل, وصحراء, جبالاً, وهضابًا, أودية, وشعابًا, وفي واسطة عقده قبلة المسلمين «مكة المكرمة» محور الأرض ومبعث نورها..
إذ منذ طُرحت رؤية 2030 والمشاريع تتوالى, والبشر يتفاعلون,
النساء ينخرطن في عصب الشريان, والرجال يتسابقون لرفع الأوتاد,
الكبار يدعون, والصغار يتطلعون..
ليست خلية نحل هذه التي لا تهدأ ضجيج عمل, وإنتاج, وإضافة, وعطاء, بل وطنا يلتم في كف واحدة..
وكل حجرة في قلب نفْسٍ على أرض هذا الوطن تتباهى بخفقها المطمئن,
وكل عين في رأس صاحب هذه النفس تنظر لأبعاده المترامية بشغف, وكل فكر له يتفاعل مع معطيات وثبتها الفتية, وكل روح بين كفيه دماً يجري في العروق, وجهداً تتدفق به السُّلامات في جسده..
حين تكون العاصمة هي الوطن كله, فلأن قائد وثبتها «محمد بن سلمان» بكل عنفوان طموحه, وجهده, وبذله, ومعرفته, وتفاصيل أفكاره, جعلها بهذا العنفوان الوهاج في خططه, بل في تنفيذه واجهة للنهضة الكبرى التي يقودها في الأرجاء كلها..
وحين ستصبح «الرياض» واحدة رئيسة ضمن «أكبر عشر دول اقتصادية في العالم», بعد أن مضت سريعاً وغدت مصدراً رئيساً للحوكمة في القطاعات الحكومية, والأهلية, والعامة,
وتعاملت قطاعاتها, وتفاعلت إجراءاتها بالوسائل الرقمية, واتخذت كل جديد, ومتقدم سبيلاً للتطور, والتحديث, ومواكبة مستجدات العصر المختلفة في القطاعات كلها, إلى جانب أنها مصدر القرار الحكومي السيادي أمنًا صحيًا, واقتصاديًا, وتفاعليًا داخليًا, وملجأ وأمان سياسي, ومصدر حكمة واتزان بين الدول, فإنها أيضاً مبعث الأمل لمختلف فئات المجتمع في توفير مصادر الدخل, ومجالات الأعمال, وتوسع فرص المزيد, حين فتحت آفاقاً متعددة لتنوع مصادر دخلهم, بتعزيز دور «صندوق الاستثمار السيادي» لتنوّع مكاسب الإنتاج الوطني, وربطت بينها وبين كبريات عواصم العالم اقتصادًا, واستثمارًا, وتعليمًا, وتصنيعًا, وتبادل خبرات, وحين هي اليوم تفتح أبواب التصنيع الداخلي لمختلف الصناعات من الإبرة للطائرة للسلاح فإنها لن تختم بالذكاء الاصطناعي وهي تبتكر سبل مزجه في الحياة العملية, والتنفيذات التشغيلية، بل ستكون هذه العاصمة شابة طموحة لا تكل عن المزيد.. نموذجاً للعواصم الناهضة المتكاملة الوضيئة الآمنة والمعطاءة..
شكرًا محمد بن سلمان..
شكرًا أن منحت جيلي فرصة لأن يسعد بهذا التدفق المتسارع من أجنحة الأحلام وهي تستقر على الأرض في أمان وعيك, ودقة إحاطتك, بصدق كفاحك, ووثبة عزيمتك..
شكراً أنك تفتح أبواب مستقبل باهر لطاقات الصغار, وتحرك مفردات النجاح والتقدّم فوق صفحات حياتهم..
شكراً أنك أحلت بيوت الأحلام التي تُبنى على الرمل فأخذت ببنائها على أرض واقع يقوى بهذه العزيمة فيك..
فليوفقك الله, وليسدِّد خطاك, وليحقِّق لجهودك غاياتها, وليبلغك ما رسمت, وسعيت, وتنفذ..
لنرى «الرياض» كبرى العواصم في العالم, وقبلة الاقتصاد, ومصدر التفوّق, وملاذ الأمن, ورمز السلام, وملهمة المدن..