نجلاء العتيبي
كيف لنا أن نمرها متنزهين فقط،
عابرين
عابثين أحيانًا بثرواتها
مفسدين لطبيعتها
بدون أدنى وعي لما سنخسر!
ما أجمل سحر هذه الأرض المنبسطة الملهمة التي تسمح بالانطلاق والتأمل ومد النظر إلى الأفق..
امتدادها اللا محدود ورحابتها الشاسعة..
هدوئها يذهب بك إلى ما هو أبعد،
ما فائدة وجود النعم حولنا إن لم تبهرنا وتحرك مشاعرنا وتعزِّز إحساسنا بالمسؤولية تجاه المحافظة عليها..
كل شبر من هذه الأرض هو أمانة،
إلى متى يستمر اعتداء الإنسان على الطبيعة
علينا أن نبذل قصارى جهدنا لبقائها في صورتها، التي خلقها الله سبحانه وأبدع في تكوينها..لدي معتقداً مؤكداً.. وهو أن الإنسان الباحث عن جمال الأشياء في كل شيء لا يتوقف تفكيره عند الهوامش الشكلية، بل يدرك جيداً قيمة المعنى الحقيقي
عميقة هي الحياة ببساطتها،
كل شيء في الصحراء يتحدث ويستثير رغبتنا بالبحث عن أثر نستدل به من عابر الأزمنة..
هذه الأرض المثيرة..
قاسية بتقلباتها..
حنونة باحتضانها..
كريمة بخيراتها..
غنية بالحضارات والتاريخ العظيم والقيم الإنسانية، مليئة بالأساطير التي لم تمح مع هبوب الريح على كثبانها، لم تؤثّر عليها عوامل التعرية الحسية، والعولمة لم تطمسها، مختزلة هي في قلب الإنسان ذو الجذور الصحراوية، الذي يجيد فن التعايش والتكيّف مع بيئتها متى ما نزل بها..
حتى وإن لم يحظ بالعيش فيها..
هناك ارتباط وثيق بين الروح والجذور، يجذبك في حال سرقتك الحياة،
هذا الفراغ الذي أمشي عليه كان وطنًا وملاذاً..
كم من أقوامٍ هجرتهم الدنيا ولم يهجروها، مرسومة خطواتهم، ودفء حديثهم ما زال يكسر وحشة المكان بأبيات من قصائدهم..
تغرب الشمس بلونها المتدرج العجيب معلنة قرب الرحيل،
لم أحس أبداً بمرور الوقت، إنه سحر الطبيعة الخلاَّبة الذي أسر قلبي
تداعب قدمي حبات رمالها الذهبية المخبّأة بينَ ثناياها الأسرار والكنوز
ويظلّ المعنى مخفياً في باطنها محفوظ بجوفها..
أنظر إليها مودعة متفقده لترابها..
راغبه في أن أتركها نظيفة مثل ما تمنيت أن أجدها حتى تبقى جميلة بذاكرتي
اللحظات الأولى والأخيرة دائمًا لا تنسى تلازمنا للأبد..
ضوء
«لا تنس أن كل الأشياء ما هي إلا شيء واحد، ولا تنسَ لغة العلامات، ولا تنسَ، قبل كل شيء، أن تمضي حتى نهاية أسطورتك الذاتية». (باولو كويليو)