إيمان الدبيّان
بعض المواضيع هي من تقدم نفسها ولا تحتاج إلى تقديم كاتبها، وكثير من الأحداث هي من يُعبِّر عن حالها وليس المتحدِّث عنها، وهناك نوادر من الشخصيات لا تملك إلا أن تَفخرَ بإنجازاتها وتتعلم منها، وبين الموضوع والحدث والشخص تبلور المقال هنا تعليقاً على حديث ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، هذه المبادرة المتمثلة في فعاليات اقتصادية على مستوى عالمي تقام في العاصمة السعودية الرياض، وتحت إدارة صندوق الاستثمارات العامة.
تركز المبادرة بشكل رئيس وأساسي على توفير منصة لحوار موضوعي بقيادة ما يزيد على 170 متحدثاً ينتمون إلى أكثر من 20 دولة من بينها السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، ألمانيا، بريطانيا، دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها.
إن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته الرابعة هذا العام انطلقت تحت شعار «النهضة الاقتصادية الجديدة»، بمشاركة دولية واسعة، تخللها هذا الحوار بين رئيس الوزراء الإيطالي السابق عمدة مدينة فلورنس، والأمير محمد بن سلمان فكانت بداية الحوار بسؤال للأمير محمد بن سلمان عن السبب في التركيز على المدن في النهضة الحديثة، تَلتْه عدة أسئلة ختمها مع الأمير الشاب بسؤال عن صندوق الاستثمارات، والرقم الضخم المعلن، وما التخطيط الذي سيطبق تجاه هذا الرقم المذهل؟ وفي الإجابة كانت الشفافية كأنوار البدر ساطعة، والبديهة بفطنة حفيد المؤسس حاضرة، ولغة الجسد ناطقة، والغِيرة الوطنية ماثلة، فلله درك من شاب سعودي! طموح واعد لوطنه وشعبه بإنجازات، واستراتيجيات لكل مدن المملكة، وعلى رأسها مدينتا الرياض والعلا هاتان المدينتان اللتان يُركَّز فيهما على النمو السكاني فكلما زاد الطلب كانت الخدمات استثنائية؛ لتكون الرياض مستقبلاً ضمن أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، وذلك لما تتميز به حالياً من مُمكِّنات أهمها البنية التحتية التي أسسها وطورها الملك سلمان -رعاه الله - منذ ما يقارب خمسة وخمسين عامًا مدة إدارته للرياض، بالإضافة إلى المشاريع المستقبلية كبرنامج الرياض الخضراء، ومدينة الرياض الصناعية التي ستكون أكبر مدينة اقتصادية على مستوى العالم، والعمل على تحسين جودة الحياة بكل اتجاهاتها، وخلق وظائف متنوعة كل ذلك من خلال استراتيجيات ستعلن لكل المدن السعودية بداية من العاصمة الرياض.
المصداقية في الإجابات كانت واضحة بالأرقام والنسب، حتى عند الحديث عن كيفية رفع أصول صندوق الاستثمارات من أربع مئة مليار دولار إلى أكثر من تريليون دولار مع تفصيل موارد الصندوق المختلفة كالخصخصة، وأرباح صندوق الاستثمارات، ورفع قيمة أصول الصندوق نفسها، وطروحات أسهم شركة أرامكو.
كان الحوار إجابات المخطط بهمة، وشرح وتفسير القائد بثقة، لا أوراق تُتلى منها أرقام، ولا إجابات مموهة بأوهام، معادلات باستراتيجيات مدروسة، وأهداف على أرض الواقع بدت نتائجها ملموسة.
أنعم الله على هذا الوطن بنعم لا تعد ولا تحصى والأمير محمد بن سلمان نعمة من نعم الله على الشعب والوطن وبالشكر تدوم النعم، ومع ولاة أمرنا نصل بإذن الله القمم.