إبراهيم بن سعد الماجد
ظاهرة مؤسفة، صارت شبه عادة عند كثير من الناس، وللأسف أن بعض أبطالها من أهل الفضل والوجاهة!!
ظاهرة تسيء لأصحابها اجتماعيًا، بكل تفاصيل حياتهم، بدءًا من أسرتهم، مروراً بمحيطهم، وانتهاءً بالمجتمع!
هذه الظاهرة.. ظاهرة نقل المناسبات الخاصة عبر السناب لعموم الناس التي عمت وطمت!
فمما يؤسف له أن بعض القامات الاجتماعية انخرطوا في هذا الدرب الذي لا يليق بعامة الناس، فكيف بنخبهم!؟
يسرفون في الظهور، فيرهقون أنفسهم بما يمكن أن نطلق عليه (التمظهر) فيتكلفون في المظهر، ويتشدقون في الحديث، ويحاولون أن يضبطوا تصرفاتهم! فتنتفي من مجالسهم البساطة، ويكسوها الوجل والخوف، من سقطة قول، وزلة تصرف!
إن وسائل التواصل الاجتماعي التي لها من الحسنات الشيء الكثير، تعامل معها بعضهم بمزيد من الإسراف فتحولت النعمة نقمة، والفائدة خسارة، ولا أبالغ إن قلت إنها سببت قطيعة رحم، وتشتت أسرة، ومشاكل لا عدّ لها ولا حصر!
يتصل على - سنابي - مشهور ليحضر مناسبة خاصة في منزله أو منتجعه، فيصور أناسا لا يحبون الظهور، وكأنه يقول أشهد يا تاريخ بأنني في اليوم كذا ضيفت فلانا وفلانا!! سؤالي هل هذا من المروءة؟ هل هذا من إكرام الضيف؟
كانوا يطفئون السراج حتى يأخذ الضيف راحته عند الأكل، وما ذاك إلا حرصًا على إكرامه، والآن يسلطون فلاشات العدسات لتوثق كل ما قدموه له من ترحيب أو شراب وطعام!!
إن المروءة ركن أساس في تربيتنا، وما يحصل اليوم أبعد ما يكون عنها، فلا تظلموا أنفسكم، ومن يعتبرونكم قدوات لهم بهذه التصرفات المشينة.
توثيق المناسبات الخاصة بك وأسرتك لا غبار عليه، ولكن توثيق إكرامك للآخرين هو نوع من أنواع ضعف المروءة، وربما المنّ المنهي عنه.
لا ترهقوا أنفسكم ومن أكرمكم بتشريفكم بهذه الفلاشات، وهذه السنابات التي تنتفي ومروء تكم وكريم أفعالكم.
قلت: النية.. النية.. لا تُشهد الخلق على كرمك.