الرياض - محمد العيدروس:
ناشد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة المواطنين والمقيمين بضرورة مضاعفة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والضوابط الموضوعة للتصدي لجائحة كورونا.
وقال معاليه في تغريدة عبر حسابه الشخصي في تويتر «تحد كبير واجهناه معاً، وقطعنا فيه أشواطاً، وكان له في ذاكرتنا مكان. ومرة أخرى رجاء من القلب ألاَّ نسمح لهذا التحدي أن يحضر من جديد».
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عبر مصدر مسؤول يوم أمس الأول تأجيل رفع تعليق السفر للمواطنين وفتح المنافذ البحرية والجوية والبرية بشكل كامل إلى 5 شوال القادم.
ويأتي هذا الإجراء بناء عل ما أوضحه معالي وزير الصحة من أن الشركات المصنعة (للقاح كوفيد 19) تأخرت في تسليم الدفعات المتعاقد عليها في الأوقات المحددة.
كما يأتي القرار بهدف الوصول إلى معدلات مناعة مجتمعية مرتفعة في المملكة قبل السماح بالسفر في ظل وجود موجة ثانية من الجائحة في كثير من الدول، وحرصاً على الصحة العامة في المملكة وللحفاظ على معدلات إصابة منخفضة.
وكان وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور هاني جوخدار قد أكد لـ»الجزيرة»: أن الجهة الوحيدة المخولة والمعتمدة بإجازة أي لقاحات تدخل المملكة هي هيئة الغذاء والدواء فقط.
وأشار إلى أن الهيئة لديها نظام فاعل وقوي جداً لضمان مسؤولية أي لقاح، وإذا لم يكن هذا اللقاح مسجلاً ومعتمداً من قبلها لا تتم الموافقة عليه على الإطلاق.
وشدد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة تأكيداته أن المملكة بفضل الله تعالى ثم بدعم قيادتها حريصة على توفير جميع اللقاحات من جميع دول العالم بعد اعتمادها من هيئة الغذاء والدواء كونها المصدر الآمن والوحيد لأي منتج دوائي أو تطعيم.
من جانب آخر حقق الإنجاز السعودي الطبي في تقديم أول لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد تفاعلات وردود أفعال متفائلة بإمكانية تجاوزه لفحوصات هيئة الغذاء والدواء.
حيث تصدرت الدكتورة ايمان المنصور الأستاذ المساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والحاصلة على الدكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية والتقنية الحيوية من جامعة ماساشوستس؛ نموذجاً للباحثين السعوديين في الجامعات الذين وجدوا الدعم والرعاية من القيادة الرشيدة -حفظها الله-؛ للمساهمة مع فريق بحثي من معهد الأبحاث والاستشارات الطبية في الجامعة للتوصل إلـى أول لقاح سعودي مضاد لفيروس كورونا المستجد، حيث تم الانتهاء من الدراسات قبل السريرية ونشر البحث، والاستعداد للبدء بالتجارب السريرية بعد أخذ الموافقات اللازمة.
ويُعد المشروع البحثي للدكتورة إيمان المنصور وفريقها العلمي؛ أحد المشاريع الإستراتيجية الذي تموله وزارة التعليم ضمن برنامج التمويل المؤسسي للبحث العلمي في الجامعات، ويحظى بدعم واهتمام مباشر من وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ الذي التقى الفريق العلمي خلال زيارته لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، ووجه بتقديم الدعم للفريق.
وأوضحت د.إيمان المنصور أنه تم تطوير اللقاح باستخدام تقنية لقاحات الحمض النووي pDNA، مبينةً أن لقاحات DNA توفر عدة مزايا، منها قدرتها على تحفيز المناعة الخلطية والخلوية، وكذلك سهولة نقلها وتخزينها، واستقرارها العالي، إذ لا يتطلب نقلها درجة حرارة منخفضة جداً.
وقالت د.المنصور: «إن تقنية اللقاح الذي تم تطويره من ضمن لقاحات الجيل الجديد، لافتةً إلـى إنهاء التجارب قبل السريرية وانتظار الموافقات اللازمة للتجارب السريرية».
وأضافت أن الفرق بين اللقاح وبين اللقاحات الأخرى أنه يتميز باستقراره العالي، بحيث لا يتطلب درجات حرارة منخفضة وتخزينه في برودة عالية، ومن الممكن نقله بسهولة خصوصاً وأنه يتميز باستقراره حتى بدرجات التبريد العادية، وهي أربع درجات مئوية ولمدة عام، وهذا يسهل إمكانية نقل وتخرين اللقاحات في الأماكن البعيدة.
وأشارت إلى أنه من المتوقع بعد إجراء التجارب السريرية؛ تعزيز مأمونية اللقاح عبر عدة مراحل على حدة، موضحة أن المرحلة الأولى تتضمن مأمونية اختبارات اللقاح، بعد فعاليته إلى الانتهاء منها، ولكل مرحلة تقييم لمعرفة نسبة النجاح، وكل مرحلة تمهد للدراسات المقبلة، وبعد نجاح كل الدراسات يتم ترخيصه.