محمد لويفي الجهني
الحوراء، والدار البيضاء، وليكي كومي، وأم لج، هذه هي الأسماء القديمة لمحافظة أملج عبر التاريخ والتي جمعت بها كل أنواع الجمال، حيث الرمال البيضاء والجبال والبحر والمياه العذبة والزراعة والتاريخ، فكانت تُسمى قديماً الحوراء وما زالت آثارها باقية تنتظر من يظهر أسرارها المدفونة في دهاليز الرمال. ولقد ذكر اسم الحوراء في كتب السيرة النبوية في الأحداث المتعلِّقة بغزوة بدر. يقول العلامة حمد الجاسر -رحمه الله - (إن أعظم ما في مباني الحوراء بيوت مبنية من عظام الإبل). وجرت في الحوراء معركة تاريخية بين الصليبيين الذين كانوا متجهين للمدينة المنورة وقائد صلاح الدين الأيوبي حسام الدين لؤلؤ فانتصر المسلمون.
وبعد اندثار الحوراء نتيجة للسيول حتى أصبحت أثراً بعد عين هجرها أهلها إلى مسافة قريبة بين الجبل والبحر أكثر أماناً إلى أم لج التي تقع على طريق الحاج فسماها الحجاج (أم لج) وذلك للجة أمواج البحر في الصخور المرجانية المنتشرة على طول ساحلها وبعد ذلك أدمج الاسم مع بعضه وأصبحت تُسمى أملج، ولشهرة الحوراء تاريخياً ولجمال الاسم والمعنى أحب السكان الاسم فقرن الاسم بأملج فأضاف لها الجمال والشهرة, وقبل سنوات قليلة لم تكن أملج معروفة لكنها اليوم أصبح اسماً مهماً في خارطة السياحة الداخلية ومتجهاً للسياح من مختلف مناطق المملكة وذلك لجمالها، حيث إنها مدينة جميلة تميَّزت بمميزات عديدة، حيث مناخها المعتدل والبحر الهادي بكثرة الجزر وبجمال شواطئه المعانقة للنخيل الباسقات في منظر رباني بديع نادر وجوده ولوجود المزارع والمياه العذبة وتنوّع تضاريسها من مرتفعات ورمال وبحر وتطورها العمراني والتجاري فهي عروس الشمال والمدينة الحالمة الهادئة الأنيقة بشوارعها وبحرها وجبالها ورمالها ونخلها كل ذلك الجمال أثّر وساهم بالتنشئة الاجتماعية لأهلها وساكنيها فتميزوا بالأخلاق والكرم والشهامة والطيِّبة والصبر والحلم والإيثار والرقة والاستئناس بالغير فسكانها اجتماعيون ومتعاونون في الأفراح والأتراح وهذه مميزات وواقع مشاهد ومشهود ورمز يتميزون به فكم زائر تمنى أن يكون من سكان أملج وأهلها إعجاباً بهذا التعاون وصفاء النيَّة والأخلاق، فهذا فضل من الله، فالأمم بالأخلاق تسمو وترتقي وتذكر, فالمدن بسكانها تتميز وتتطور, وأملج -ولله الحمد - تتطور وتشهد نهضة شاملة متناسقة وحراك علمي وثقافي وفكري عال تميز بالثقافة الشاملة فها هم مثقفوها أسماء مهمة ومعروفة ومشهورة في الثقافة السعودية. فهنيئاً لأملج بالتنمية السياحية والمشاريع العملاقة في رؤية الوطن. فمحافظة أملج وبمميزاتها الجغرافية والتاريخية والاجتماعية ستكون رافداً مهماً ووجهة للسياحة السعودية العالمية، وسيحبها السياح من أول زيارة.ويعجبون بأهلها وكرمهم وطيب لقياهم ومقابلتهم. فهنيئاً لنا بهذه الحوراء أملج الجميلة التي لا نشعر بحبها أحياناً إلا إذا سافرنا فلقد علمتنا الحب والعشق والتعايش مع الجميع كما تعايشت هي قبلنا مع تضاريسها البحر والجبال والرمال وموج البحر ولجلجته في صخورها الصامدة ونخيلها الباسقات.