د. أحمد محمد الألمعي
لقد أنهى مئات الملايين من أطفال المدارس حول العالم عامهم الدراسي عن طريق التعلم عن بعد. فكيف تم قياس تلك التجربة غير المخطط لها مسبقاً؟ وما هي الدروس المستفادة من تلك الفترة؟
في المملكة العربية السعودية كان للاستجابة السريعة وقرارات القيادة الحكيمة دوركبير في التعامل مع تبعات جائحة كورونا التعليمية. وبلغ عدد الطلاب المستفيدين من منصة مدرستي للتعليم في المملكة 4215027 طالباً وطالبة يمثلون 84% من إجمالي الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية الـ3 البالغ عددهم 5020088، إضافة إلى 411963 معلماً ومعلمة، و20709 من قائدي المدارس في مختلف المناطق والمحافظات.
الغالبية العظمى من الطلاب حول العالم شاركوا في تجربة مرتجلة عندما أغلقت معظم المدارس أبوابها للوقاية من فيروس كورونا الجديد COVID-19 فبين عشية وضحاها اضطر المعلمون إلى معرفة كيفية أن يتمكنوا من إعداد وشرح الدروس عن بعد.
ومع انطلاق المدارس للعام الدراسي 2020-2021، كان هناك العديد من الأشياء غير معروفة، فبينما يخطط المعلمون والإداريون لهذا المستقبل غير المؤكد يجب عليهم أيضًا تقييم أداء الطلاب.
لقد شكل الوباء العديد من التحديات الجديدة فبالإضافة إلى إغلاق المدارس، عانى بعض الطلاب من وفاة الأحباء والأزمات الاقتصادية. وتشير عالمة النفس التربوي د. سارة كوفمان، أستاذة التربية في جامعة فيرجينيا: «لقد تعرض الطلاب لمجموعة هائلة من التجارب، تتراوح من الصدمة إلى الإثراء».
في حين أن بعض الطلاب قد تقدموا أكاديمياً وتعلموا الكثيرأثناء فترة انتشار الوباء، إلا أن بعضهم الآخر تراجع أكاديمياً. فبغض النظر عن مكان السكن أو الخلفية الأسرية تعتبر المدارس من الناحية النظرية أماكن حيث يمكن لجميع الطلاب تلقي التعليم والدعم فيها، لكن إغلاق فيروس كورونا للمدارس أكد وزاد من الفوارق القائمة في التعليم.
ويشير د.كابلان أستاذ علم النفس التربوي في جامعة تيمبل «عندما يأتي الأطفال إلى الفصل الدراسي فمن السهل تخيل أنهم جميعًا متساوون، لكن لا يمكننا أن نتوقع نفس النتائج من طفل يتعلم على جهاز الكمبيوتر الخاص به في منزل أسرته الثرية ومن طفل ليس لديه حتى طاولة ليجلس عليها «، ولكن التجربة قد يكون لها جانب مضيء. «لدينا ميل للعودة إلى ما اعتقدنا أنه طبيعي. ولكن هناك فرصة هنا للتخلص من الأشياء التي يعرف الناس أنها لا تعمل».
الفجوة الرقمية
عندما تم إغلاق المدارس فجأة إضطر المعلمون إلى تصميم خطط التعلم عن بعد بسرعة، كما تقول دراسة نشرت عن د. هيلينروز فايفز، أستاذة المؤسسات التعليمية في جامعة ولاية مونتكلير الأمريكية ورئيس قسم علم النفس الأمريكي (علم النفس التربوي. (في نهاية شهر مارس الماضي بدأت فايفز وزملاؤها في استطلاع آراء المعلمين حول تجاربهم مع التعلم عن بعد في ولاية نيو جيرسي، وهي ولاية تضم 584 منطقة تعليمية مذهلة:
«يبدو أن كل منطقة تقوم بشيء مختلف. إن التباين في كيفية تعامل المناطق مع هذا أمر واضح، حتى داخل المنطقة الواحدة، وقد أفاد العديد من المعلمين وأولياء الأمور أن بعض الأطفال يتقدمون مع عدد أقل من المشتتات الاجتماعية، مع روح الحماسة والطاقة والحيوية والنشاط من خلال استقلالهم الجديد. ومع ذلك يفتقر العديد من الأطفال الآخرين إلى الأجهزة أو الوصول الموثوق إلى الإنترنت. وبينما يوجد لدى بعض العائلات آباء يمكنهم الإشراف على تعلم أطفالهم عن بعد، فإن العديد من الشباب يعتنون بالأشقاء الأصغر سنًا بينما يعمل آباؤهم في وظائف منخفضة الدخل أو يعيشون في فوضى البطالة أو التشرد.
في دراسة استقصائية أجريت على 1500 أسرة أمريكية أجرتها مجموعة «ParentsTogether» الوالدين معاً» مفادها أن 83% من الأطفال في العائلات ذوي الدخل الأعلى كانوا يتسابقون للتسجيل في التعلم عن بعد كل يوم، مقارنة بـ 38% من الطلاب من العائلات ذوي الدخل المحدود.
وشكل هذا الوقت الضائع في التدريس بمثابة نكسة خطيرة للطلاب ذوي الدخل المنخفض، حيث وجدت الأبحاث السابقة أن التغيب الشديد - الذي يُعرَّف عادةً على أنه التغيب بنسبة 10% على الأقل من أيام الدراسة - يؤثر على مستويات القراءة، ومعدلات التخرج، ومعدلات النجاح. ويؤثر التغيب الكثير والمتزايد بشكل غير متناسب على الأطفال الذين يعيشون في حالة من الفقر في أفضل الأوقات، كما أشارت طبيبة الأطفال بالمستشفى الوطني للأطفال دانييل دولي وزملاؤها في مقال نشر حول تأثيرات COVID-19 على الأطفال ذوي الدخل المنخفض في (JAMA Pediatrics، عام 2020. وأشاروا إلى أن التعلم عن بعد أثناء COVID-19 يوسع هذا التفاوت والاختلاف.
هل التعلم عن بعد له فائدة ويجنى ثماره؟
يواجه الطلاب من بيئات أسرية فقيرة ومعدمة اقتصادياً وذوي الاحتياجات الخاصة أكبر التحديات التعليمية. وتشير الباحثة د. ميجان كوهفيلد Megan Kuhfeld، التابعة لجمعية تعاونية تهدف لنمو الطلاب إلى أن فقدان قسط التعلم خلال العطلة الصيفية أثناء جائحة الكورونا إلى أن الطلاب في الصفوف من الثالث إلى الثامن سيعودون إلى المدرسة مع ما يقرب من 70% فقط من مكاسب التعلم في القراءة وأقل من 50% من مكاسب التعلم في الرياضيات مقارنة بالسنة العادية.
ولا يعني ذلك أن التعلم عبر الإنترنت غير فعال حيث تُظهر الأبحاث أن التعلم عبر الإنترنت يمكن أن يكون بنفس فعالية التعليم الشخصي، إذا كان هناك إعداد جيد، وكانت ما تفعله معظم المدارس في الصيف لم يكن التعلم الحقيقي عبر الإنترنت حيث إنه لم يقم المعلمون بإعداد محتوى عبر الإنترنت، لذلك كانوا يحاولون تحويل ما يفعلونه عادةً إلى منصة عبر الإنترنت كإجراء طوارئ».
الباحث د. أروتيس فوستر أستاذ تقنيات التعلم في جامعة دريكسل يقول: «التعلم عن بعد ليس مثل التعلم عبر الإنترنت». يحدث التعلم الحقيقي عبر الإنترنت على منصات رقمية مصممة لهذا الغرض، غالبًا مع محتوى مخصص لكل طالب وخيارات لاستخدام ما يختارونه من الأدوات الرقمية. يشير فوستر «من السهل التعلم عبر الإنترنت أنواعًا مختلفة من الدروس، ويوفرذلك مرونة للمتعلمين ويستخدم مقاييس الجودة عبر الإنترنت». ولكن بالنسبة للعديد من الطلاب لم يتضمن التعلم عن بعد أثناء COVID-19 أيًا من هذه الميزات، وبدلاً من ذلك يكون الدخول في وقت محدد للاستماع إلى محاضرة المعلمين على برنامج زووم Zoom أو Google Meet.
ويعتبر ربط الدروس باهتمامات الأطفال أمرًا مهمًا بشكل خاص في الأماكن البعيدة حيث لا يمتلك الطلاب هيكل الفصل الدراسي لإرشادهم.
خلق بيئات التعلم الناجحة
ومع استمرار إمكانية التعلم عن بعد بشكل واضح، سوف يراجع المعلمون الأساليب التي سارت بشكل جيد خلال ربيع عام 2020، وما الذي يمكنهم تحسينه. يقدم علم النفس التربوي أدلة حول العوامل المهمة لخلق بيئات تعليمية ناجحة. للبقاء متحفزًا للتعلم في المنزل يحتاج الطلاب إلى الشعور بخليط من الكفاءة والشعور بالانتماء والاتصال بالآخرين بالإضافة إلى الاستقلالية، ووفقًا لنظرية تقرير المصير فى كتاب Deci وRyan «عالم النفس الأمريكي» المنشور عام 2000، فإن هذه الاحتياجات ضرورية للتحفيز الذاتي في العديد من المجالات بما في ذلك التعليم. في موجزمختصر لممارسة للآباء والأمهات الذين يدرسون أطفالهم في المنزل أثناء الحجر الصحي ذكر الباحثان كابلان وديبرا. بيل في كتاب التعليم المنزلي تحت الحجر الصحي 2020، كيف يمكن للوالدين دعم كفاءة الطفل «التأكيد على التحسن مع التفكير الواقعي، والترابط، ضع في اعتبارك احتياجات الطفل، واستمع بتعاطف وقدم الدعم العاطفي، والاستقلالية، وقم بتقديم خيارات ذات مغزى والسماح للطفل بدمج الاهتمامات الشخصية».
إن ربط الدروس باهتمامات الأطفال الخاصة قد يكون مهمًا بشكل كبير في الأماكن النائية، عندما لا يكون لدى الطلاب هيكل الفصل الدراسي وسلوكيات زملائهم في الفصل لتوجيههم وتتطلب الإعدادات عبر الإنترنت الكثير من التنظيم الذاتي، ويشير الباحثان إلى « أن المتعلمين المبتدئين لا يمتلكون الكثير من ذلك». «يعد تأثير الزملاء في الصف أمرًا مهماً للتعلم، وهناك الكثير من التنظيم المشترك اجتماعيًا يحدث في الفصول الدراسية».
تشير الدراسات إلى إن وجود الروابط الاجتماعية أثناء الوباء أمر مهم. «أحد الأشياء التي أكدها هذا التحول هو مدى أهمية العلاقات الشخصية للأطفال بما في ذلك العلاقات مع الطلاب الآخرين ومع المعلمين.»
يشير الباحث روردا Roorda وآخرون فى كتاب «مراجعة للبحث التعليمى Review of Educational Research بأنه يمكن للشعور بالتواصل مع المعلم أن يحدث فرقًا كبيرًا في النتائج التعليمية. وتؤثر جودة العلاقات بين المعلم والطالب بشكل كبير على مشاركة الطلاب، وبدرجة أقل قليلاً على تحصيل الطلاب. كان تأثير هذه العلاقات مهمًا بشكل خاص للطلاب من بيئات أسرية محرومة فقيرة ومن ذوي صعوبات التعلم.
وتشير الباحثة النفسية فايفز Fives إلى أن تطوير العلاقات الهادفة مع المعلم قد يكون أكثر صعوبة عبر الإنترنت: «يأتي الكثير من الدوافع في الفصل الدراسي من التفاعلات السريعة التي يجريها الطلاب مع المعلمين «ويختلف الوضع في بيئة التعلم عن بعد، وللحكم يتعين على الأطفال انتظار الأثر أو النتائج».
يقول الباحث كابلان Kaplan إن ما هو أكثر من ذلك يمكن أن تكون التفاعلات الرقمية مرهقة للغاية، فعلى المستوى الشخصي يتعلم المعلمون والطلاب الكثير من التفاعلات في بيئة الفصل الدراسي ولغة الجسد الدقيقة ولكن في مقطع فيديو، يصعب تمييز تلك التفاصيل. «إن الكثير من هذه المعلومات مفقود عبر الإنترنت، لذا تحاول أدمغتنا ملء الفجوات، وهذا يتطلب ذاكرة قوية عاملة». «في الوقت نفسه قد يرى الطلاب صورتهم الخاصة والتي يمكن أن ترفع من وعيهم الذاتي وتشكل عبئًا إضافيًا أثناء محاولة التركيز على التعلم.»
وتشير فايفز Fives أن تعلم التكنولوجيا الجديدة قد شكل أيضًا تحديًا «ليس الأمر هو مجرد كتابة مقال إنها معرفة كيفية نشرها على المنصة، وكيفية تسجيل الدخول للحصول على تعليقات من المعلم، «كما تقول وتضيف أن الطلاب الأكبر سنًا قد يضطرون إلى استعمال منصات تعليمية مختلفة لفصول مختلفة. «قد يستخدم كل معلم أدوات مختلفة، وهذا يضع عبئًا معرفيًا ثقيلا على الطلاب».
خسائر التعليم وإرهاق المعلم
يقول الباحث فوستر Foster إنه نظرًا للعديد من العقبات - المعروفة وغير المعروفة - يجب أن يتحلى اختصاصيو التوعية بالمرونة مع بدء العام الدراسي الجديد. «ستكون سنة غير نمطية، وسيكون هناك بالتأكيد الكثير من اللحاق بالركب».
ستتمثل الخطوة التالية المهمة في اكتشاف أفضل الطرق لتقييم معرفة الطلاب عند بدء العام الجديد، سيأتي بعض الأطفال بعد أن فقدوا شهورًا من التدريس، لذلك سيتعين على المعلمين إجراء تقييمات أوسع مما يفعلون عادةً، وإيجاد طرق لتعديل تعليماتهم وفقًا لذلك».
هذه مهمة عسيرة، رغم أنها ليست مهمة مستعصية، كما تشير د. فرانسيسكا لوبيز Francesca Lpez عالمة النفس التربوية ورئيس ووتربري للتعليم الثانوي في كلية التربية بجامعة ولاية بنسلفانيا. تقول: «يقوم المعلمون بعمل هائل، ولا أعتقد نهائياً أن هذا الجيل من الطلاب لن يلحق بهم». لكن لا يمكننا السماح لكل شيء أن يرتكز على المعلمين. يجب أن تتغير السياسات لضمان العدالة والإنصاف».
وتتضيف لوبيز أنه على المدى القصير فانه سيتعين على المعلمين الاهتمام بناحية الترفيه والنمو العاطفي للطلاب لمساعدتهم على التعلم. ملايين العائلات عانت من البطالة والصعوبات المالية، وقد فقد العديد من الأطفال أحباءهم بسبب فيروس كورونا. يقول لوبيز: «هذا حدث صادم، ونحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية للصحة العقلية». «لا يمكننا التركيز على الأكاديميين دون التفكير في الطفل ككل».
يقول الخبراء: إن الصحة العقلية للمعلم هي أيضًا أولوية قصوى. في نهاية شهر مارس قام د. مارك براكيت Marc Brackett مؤسس مركز ييل للذكاء العاطفي في جامعة ييل Yale University، وزملاؤه باستطلاع آراء أكثر من 5000 مدرس أمريكي، وطلبوا منهم سرد المشاعر الأكثر تكرارًا التي شعروا بها كل يوم، فكانت الردود الثلاثة الأوائل: هي القلق والخوف والقلق. يقول براكيت: «وجدنا المعلمين قلقين أكثر من أي وقت مضى، وهم يكافحون للتعامل مع قلقهم». «عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ بشأن مستقبل المدرسة يؤثر سلبًا على عافيتهم».
لا يتعلم المعلمون فقط منصات جديدة. كما أنهم قلقون بشأن تعلم الطلاب أكثر من أي وقت مضى ويتعين عليهم معرفة كيفية الوصول إليهم من منازلهم بالإضافة إلى ذلك كما تقول ريم كوفمان، «تؤكد العديد من المدارس على تعاون المعلمين، وتتوتر هذه الجهود عندما لا يكون المعلمون في نفس المبنى مع بعضهم بعضا.» يضيف فايفز أنه ليس من المستغرب أن العديد من المعلمين عانوا من الإجهاد والإرهاق والشك الذاتي أثناء التدريس في مثل هذه الظروف غير المسبوقة في الربيع. «كثير من المعلمين الجيدين حقًا لم يعودوا يشعرون بأنهم معلمون جيدون. تتأثر هويتهم كمدرسين، وكفاءتهم الذاتية تنهار».
الاستثمار والابتكار
يواجه المسؤولون في عدة دول معركة عسيرة في سبيل إيجاد طرق لدعم المعلمين وإعادة الطلاب إلى المسار الصحيح. إن ميزانيات المدارس تكون عرضة لتقلص إيرادات الدولة بسبب الوباء، وقد قامت بعض الدول بالفعل بتسريح الموظفين، وفي عدة ولايات أمريكية أرسل مديرو المدارس من 62 مدينة خطابًا إلى الكونغرس يطلبون فيه مساعدة تعليمية فدرالية جديدة. وحذرت الرسالة من أن «النقص الكبير في الإيرادات يلوح في الأفق بالنسبة لمقاطعات ومناطق المدارس المحلية مما سيؤدي إلى تفاقم الاضطراب الذي واجهه الطلاب بالفعل».
وعلى الرغم من ذلك بعض الخبراء يأملون في أن تكون هذه التجربة بمثابة التغيير الذي تحتاجه المدارس لتحسين التعليم لجميع الأطفال. يقول كابلان Kaplan إنه سيكون من الصعب تجاهل الفروق التعليمية في أعقاب الوباء. غالبًا ما تشحذ الأزمات نظرنا وتكشف عن جوانب من حياتنا تم إخفاؤها أو تجاهلها، وهذا يسلط الضوء على الحاجة إلى إعطاء الأولوية للإنصاف على مستوى السياسة «.يقول لوبيز Lpez: «نحن ننتقل إلى المجهول». «علم النفس التربوي له تاريخ قوي في نظريات التعلم. مع تطور ذلك نحتاج إلى النظر في البحث لمعرفة ما يمكننا تعلمه، وكيف يمكننا دمجه في تعليم متميز عالي الكفاءة».
وقد وفرت الدولة بتوجيهات من سيدي خادم الحرمين وولي عهده الأمين كل الدعم المالي والمعنوي والإداري في كل وزارات الدولة بما في دلك قطاع التعليم وقد ظهرت نتائج هذا الدعم جلية في الإنجازات التي تحققت في كل القطاعات وبالأخص قطاع الصحة.