أ.د.عثمان بن صالح العامر
بصراحة في ظل زخم الشائعات التي سبقت ورافقت وما زالت تلاحق لقاحات كورونا يصاب الواحد منا بهلع شديد وخوف ووجل، ولولا الثقة المطلقة بما تقدم عليه حكومة بلادنا المملكة العربية السعودية في مجال الرعاية الإنسانية بكل صورها وبجميع أشكالها ومن بينها الرعاية الطبية، ممثلة بوزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء، ولولا المبادرة الملكية الكريمة سواء من لدن مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين بأخذ اللقاح على مسمع ومرأى من الناس، كل الناس، وهو ما سبق أن كتبت عنه في هذه الزواية، ولولا أحاديث جمع من الأطباء السعوديين الموثوقين، لولا ذلك كله لساور الإنسان الشك لما يتكرر على مسمعه ويقرؤه من تصريحات عالمية وأحاديث طبية غريبة وعجيبة.
البعض منها أصلاً لا يمكن أن يستسيغه عقل صحيح، والآخر منها مجرد استنتاج مبني على المنطق الارسطي (مقدمتان ونتيجة) والثالث تشكيك في الفاعلية المستقبلية، والرابع مجرد رأي عارض وكأن قائله يقول لنا ها أنا ذا، الأمر الذي جعلني شخصياً أعيد التفكير حيال الثقة المطلقة التي كنت أعطيها الطبيب، إذ - في نظري - إن الاطباء لا يمكن أن يقولوا فضلاً عن أن يفعلوا أو حتى يهموا بالفعل إلا في حال اليقين المطلق أو على الأقل غلبة الظن، وليس لهم أن ينساقوا وراء كل ناعق أو يكونوا سبباً في البلبلة والاثارة المجتمعية، ويبقى السبب الذي دفع هذه الشريحة خاصة الاطباء عرباً وأجانب في الدخول بهذا الجدل المقيت دون علم يقيني مع حساسية الأمر وشموليته لبني الإنسان جميعاً، أما غيرهم فلا يهم ما قالوا ولا يمكن أن يلتفت له أو يعول عليه!.