سهوب بغدادي
«أهابت وزارة الداخلية السعودية بالمواطنين والمقيمين الالتزام بالقرار، مؤكدة في الوقت ذاته استمرار العمل بكافة الإجراءات الاحترازية، التي سبق الإعلان عنها في عدد من المدن والمحافظات والأحياء السكنية، ومنع التنقل بين مناطق المملكة الثلاثة عشر». جملة مألوفة ودون إيضاح ماهيتها بشكل صريح، إلا أنها تشكل وقعا ملموسا في نفوسنا. بالطبع، لن ننسى حالة التأهب التي تصاحب نهاية فترة منع التجول في المملكة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما توالى تمديد منع التجول واحدا تلو الآخر لنصل إلى فترة مؤلمة تتسم بالبيوت الخالية من الضحكات ودبيب الأطفال، ومائدة عامرة خالية من الأحبة خاصة في رمضان 2020 الذي تزامن مع قرار منع التجول في الوقت الذي صلينا فيه التراويح في المنازل على الأغلب، باعتبار الخوف من المجهول وترقب العالم الحل الناجع لهذا الوباء- حمانا الله وإياكم-.
هذا العام ولله الحمد لدينا معطيات جديدة وجميلة تساهم في جعل رمضاننا لعام 2021 وأيامنا القادمة أفضل، من أبرزها عمل المملكة العربية السعودية على توفير لقاح فيروس كورونا لجميع المواطنين والمقيمين على أراضيها. كما لمسنا الإقبال الإيجابي على أخذ اللقاح من كافة الفئات العمرية والأطياف وذلك أمر مبشر بالخير إن شاء الله. فيسعني أن أكبر دور وزارة الصحة والعاملين فيها على مدار الجائحة بنشر ابتداء من نشر الوعي وصولا إلى الترتيبات المذهلة أثناء عملية أخذ اللقاح في المراكز المختصة. جهود جبارة من دولة تبذل كل شيء لحماية من يمشي عليها، حماية وأمن وأمان على كافة النطاقات. إلا أن المخاوف التي تخالجنا في الوقت الحالي أن يتكرر سيناريو رمضان العام الماضي لنعود إلى نقطة الصفر! إن رحلة التغيير تستلزم بذل وعطاء وعناية جميع الأطراف، فإن كانت الدولة والجهات المعنية والعاملين فيها يقومون بدورهم لتخطي الأزمة فيجب على المواطنين والمقيمين أن يقوموا بدورهم أيضا من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعد التراخي في مسألة التجمعات الكبيرة في المناطق المغلقة وعدم لبس الكمامة في الأماكن العامة، حيث لمسنا تراخيا ملموسا في نسبة حرص القائمين على الأماكن العامة كالأسواق والمرافق والمحال التجارية والمطاعم، فكانت جميعها تحرص كل الحرص على ارتداء الجميع الكمامة (بطريقة صحيحة) قبيل الدخول للمكان، فضلا عن الالتزام بالتباعد الاجتماعي وذلك مانراه جليا في الأماكن العامة وخاصة صفوف الانتظار وعند أبواب الدخول والأماكن الضيقة كالممرات والمصاعد. فأظن أننا بحاجة إلى حملة جديدة مختصة بهذه الفترة من الجائحة بمنحى مختلف وجديد، يستشرف المستقبل حمانا الله وإياكم من تداعيات محتملة، كما حدث في الدول الأخرى التي تعاني حتى الآن من منع التجول.
فالجميع وصل إلى مرحلة لا مثيل من الوعي لكن الالتزام والتطبيق في هذه المرحلة المفصلية أمر لا بد منه، أعلم أن الملل قد عم المنازل واشتاق الأصدقاء إلى بعضهم البعض وافتقد الكبير والصغير الاجتماعات الجميلة. فلنعمل سويا يدا بيد للتخلص من هذه الفترة عوضا عن محاولة التعايش معها بهذا الشكل للأبد.