رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
في جنح الظلام وفي مساء يوم الجمعة المباركة تسللت تلك الروح الطاهرة إلى بارئها بعد رحلة معاناة مع المرض والألم. كان أحمد صابراً شاكراً محتسباً قريباً من ربه لسانه رطب بذكر الله.. نعاود عيادته ما سنحت الفرصة ولم نعلم أنها الأخيرة، وكان يقاوم المرض ويسعد بنا، يسأل عن الأهل والأولاد ويدخل السرور علينا من خلال زيارته لنا في أشهر سابقة بمجلسنا في بيت الوالد رحمه الله. لكن لحظة الوداع الحزينة حضرت من خلال رسالة جوال قائلة (انتقل أحمد إلى رحمة الله) رسالة بطعم الأسى والألم لكنها تحمل الأجل المسمى الذي لا يتقدم ولا يتأخر.
رحل أحمد بعد أن منحنا دروسًا بالصبر والاحتساب على أقدار الله، فكان حامداً شاكراً لربه لم يبد سخطاً وجزعاً، حريص على عبادة ربه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
رحل أحمد صاحب القلب الطيب واللسان العفيف والصدر السليم. رحل أبوعلي بعد أن كسب محبة الكثير بحسن معاملته وكريم خلقه ولطفه ولين جانبه. رحل بعد سيرة حسنة وذكرى طيبة يشع منها الإيمان الصادق ومحبة الخير وأهله.. هكذا نحسبه والناس شهداء الله في أرضه.
نفس زكية هجرت الحياة بعد أن تعلقت بكتاب الله وحافظت على صلة الأقارب والأرحام وعرفت حق الجار ونعمت بصداقة المحبة والوفاء مع مجموعة من الفضلاء إخوة حميمة.. نفس زكية لم يتلوث لسانها بالغيبة والنميمة وفحش الكلام.. ودعتنا بألم وتركتنا نعاني الفراق.. وكلنا أمل ورجاء أن نكون في عليين وجنة نعيم.
ودعنا أبوعلي بعد أن كان في رعاية الله ثم أبناء بررة تسابقوا في بره والإحسان إليه والوقوف بجانبه ورعاية حالته الصحية والاجتماعية وزوجة عظيمة كانت مثال الإخلاص والوفاء وتخفيف معاناة المرض على زوجها محتسبة الأجر والثواب من الله.
هنيئاً لكم (آل أحمد ) ورفع الله درجاتكم ووفقكم إلى الإحسان إليه بالدعاء وصلة محبيه.
لحظة وداع هلت دموع الحزن وبكت الرس في وداع أحد أبنائها ومن خدمها رياضيا وتعليميا ولسان حال من حضر يلهج بالدعاء والرحمة والغفران، سائلين الله أن يكرم نزله ويثبته على القول الثابت ويجعل ما أصابه كفارة وطهورا.
وداعاً أبا علي، جمعنا الله وإياك في دار جنانه وأحسن عزاء أهلك بك وأولادك وبناتك وإخوتك وأحفادك وأسرة الشارخ الكريمة وأسرة الرشيد بالوطن الغالي، وإلى كل محبيك الأوفياء: راضي وصالح وخالد وغيرهم كثير.. وأعزي نفسي بفقدك.. ألهمنا الله جميعاً الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.