د.شريف بن محمد الأتربي
ورد في معنى إرشاد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي/ عربي، ما يلي:
إِرشاد: (اسم)
إرشاد: مصدر أَرْشَدَ
إِرشاد: (اسم)
الجمع: إرشادات
مصدر: أَرْشَدَ
يُلْقِي دُرُوسَ الإِرْشَادِ: الوَعْظِ، التَّوْجِيهِ، الهِدَايَةِ
وفي (علم النفس) هو توجيه نفسيّ إفراديّ يقدِّمه عالم نفس أو مختصّ بالتربية لفردٍ ما تمكينًا له من حلّ مشكلاته الشخصيَّة أو الفنِّيَّة أو التربويَّة إرشادات المرور.
ويشار للتوجيه والإرشاد في مجال التعليم بأنه: عملية مخططة منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم شخصيته ويعرف قدراته ويحل مشاكله في إطار التعاليم الإسلامية ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي وبالتالي يصل إلى تحقيق أهدافه في إطار تعاليم الدين الإسلامي.
والإرشاد والتوجيه ليسا وليدي اليوم ولكنهما ارتبطا ارتباطاً وثيقاً بالإنسان منذ نشأته، وسيظلان حتى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض وما عليها، فنوح عليه السلام نادى ولده أن يركب معه في السفينة، وإبراهيم عليه السلام دعا أبيه للإيمان بالله الواحد، ومحمد صلى الله عليه وسلم دعا العالم كله للنجاة من خلال التمسك بثوابت الإيمان، والنتيجة ليست مضمونة، فما على الرسول إلا البلاغ.
ومع ظهور التعليم الرسمي، واندماج الطلاب في مجتمع واحد ظهرت الكثير من المشكلات التي أثّرت على الطلاب أنفسهم أولاً، وأثَّرت على المجتمع التعليمي ثانياً، فكان العمل على تلافي وتجنب هذه المشكلات من خلال التوجيه والإرشاد الذي يقدّمه جميع العاملين في المدرسة بشكل عام، والمرشد الطلابي بشكل خاص.
وخلال العام الفائت؛ ومع الخوف من انتشار فيروس كورونا كوفيد19، كان الخيار للتعليم عن بعد، والذي ظن الكثيرون أنه سيحرم فئات كثيرة من العاملين في مجال التعليم من تأدية مهامهم المناطة بهم، مثل أمناء مراكز المصادر، والمرشدين التربويين، وهو ما يخالف الواقع، حيث أثبتت التجربة مدى أهمية أدوارهم وتأثيرهم في إنجاح العملية التعليمية حتى وإن كانت تقدم عبر بيئة افتراضية وليست واقعاً حقيقياً.
فالمرشد الطلابي يمكنه أن يقوم بأدوار متعدِّدة للطلاب، بداية من المساعدة في التخطيط الأكاديمي إلى خدمات السلامة النفسية. فمساهمته في حياة طلابه خلال هذه الفترة لا يمكن أن تقل قيمتها عن مساهمات زملائه المعلمين. وقد عملت الكثير من الشركات المنتجة لبرامج إدارة التعلّم الإلكتروني LMS على توفير مجموعة من الأدوات عبر الإنترنت التي تساعد المرشد الطلابي على الاستمرار في تقديم الدعم لطلابه، والاطلاع على سير العملية التعليمية والتعاون لحل المشكلات أولاً بأول.
وهناك العديد من المسؤوليات الأخرى التي تقع على عاتق المرشد الطلابي؛ حيث يعمل على دعم النجاح الأكاديمي للطلاب، فضلاً عن ضمان اتزانهم الاجتماعي والعاطفي. كما يمكنه مساعدة طلاب السنة النهائية في المرحلة الثانوية على تحضير خططهم فيما بعد التخرّج، حيث يمكنه تزويدهم بالمصادر والتوصيات للمرحلة المقبلة. كما يمكنه أيضاً توفير الرعاية الذاتية للطلاب الذين يحتاجون إلى مثل هذه الرعاية وذلك من خلال جلسات محادثة يومية أو أسبوعية، يمكنه من خلالها حثهم على استخدام جميع أنواع التفكير في حل مشاكلهم.
ويحتاج المرشد الطلابي في ظل بيئة التعلّم عن بعد إلى أدوات تساعده على النجاح في عمله، لعل من أهمها:
1. تبني التكنولوجيا: لتحقيق أقصى استفادة من بيئات التعلم الافتراضية، كان على جميع المعلمين تبني التكنولوجيا والتنقّل بين البرامج الجديدة. يمكن نقل الكثير من الأدوات المبتكرة عبر الإنترنت إلى عالم الإرشاد، ويستخدم العديد من المرشدين طرق اتصال مباشرة وغير مباشرة للبقاء على اتصال مع الطلاب وعائلتهم، مثل Google Voice ومنصات الفيديو مثل Flipgrid.
ويمكن للتكنولوجيا أيضًا أن توفر للطلاب فرصًا فريدة لا يمكن تكرارها بسهولة في بيئة ماديّة. يمكن تنفيذ الحلول التكنولوجية لتقديم خدمات الإرشاد والمشورة للطلاب بطرق جديدة وجذابة، حيث يمكن إنشاء مقاطع فيديو أو تقديم ندوات عبر الإنترنت استقطاب الخبراء من الداخل والخارج، والذين يقدمون النصائح المبنية على التجارب الناجحة سواء في حل المشكلات أو تقديم الدعم للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام خدمات الدردشة المرئية للاجتماعات مع الطلاب يتيح لهم تلقي الدعم الذي يحتاجون إليه من خلال الأمان والراحة في منازلهم - وهي ميزة ذات قيمة خاصة للمرشدين الذين يقدمون خدمات الصحة النفسية.
2. التعاون
من المهم أن يكون للموظفين والإداريين والمرشدين على حد سواء تواصل وتعاون مستمر لضمان رفاهية طلابهم، ويعني هذا وضع خطط للأزمات ووضع سلسلة من الاتصالات بوضوح.
يمكن أن يستلزم أيضًا التعاون مع مجتمع من المستشارين عبر الإنترنت والمتخصصين المحليين في الصحة العقلية. مع نمو الشبكة، تنمو الموارد أيضًا. يتيح وجود هذه الموارد المكثفة للمستشارين تقديم إحالات خارجية للطلاب أو العائلات المتعثرة.
3. سهولة الوصول إلى منصة التعليم
قد يكون لدى المرشد الطبي وصول غير محدود إلى التعلّم عبر الإنترنت، فإن هذا لا يعني أن جميع الطلاب يفعلون ذلك. قد يكون لدى العديد من الطلاب وصول محدود إلى الإنترنت أو الأجهزة التي تحد من قدرتهم على تسجيل الدخول بشكل كامل أو التواجد في بيئة المدرسة، وهنا على المرشد الطلابي أن يكون مدركًا لهذا الأمر ويستجيب بطريقة مفيدة للطلاب ويحاول أن يقدم لهم حلولاً تساعدهم على مواصلة تعلمهم والتغلب على صعوبة التواصل الإلكتروني.
إن التوجه نحو التعلّم عن بعد لا يعني بأي حال من الأحوال أن نترك طلابنا وأبناءنا فريسة سهلة لشياطين هذه الشبكة ليسيطروا عليهم ويحولوهم إلى معاول هدم للوطن بدلاً من أن يكونوا أدوات بناء؛ لذا فعلى الجميع أن يتقن دوره وأن لا يقدم أي حجة تمنعه من ذلك.
المصدر: https://www.thechicagoschool.edu/insight/psychology/how-are-school-counselors-adjusting-online/