عند الأزمات تبرز المعادن، وفي الأزمات يتضح لك مدى قوة وصلابة درعنا، مدى انتمائنا وعشقنا لهذا الوطن الغالي الذي منذ أن كنا في الصغر ونحن ننشده صباحاً: «سارعي للمجد والعلياء، مجدي لخالق السماء، وارفع الخفاق أخضر، يحمل النور المسطر»، وانزرعت تلك الكلمات داخل أرواحنا ودواخلنا، وما دمنا نعيش على هذه الأرض سنقف بقوة وصلابة، وبكل متانة في وجه الأزمات حباً واعتزازاً بك يا أجمل الأوطان.
ولكنني اليوم أمنح الخصوصية في كلماتي هذه أبطال وزارة الصحة، ومشاعري لن تكون وافية، وكلماتي ستكون بالتأكيد ناقصة ومُقصّرة تجاهكم، فما بذلتموه في ظل محنة كهذه لن ننساه من ذواكرنا، ولم يصنعوه في دول أخرى.
أبطال وزارة الصحة.. الكلمات لن توفي حقكم، شكراً لكم.. وإن كانت جملة واحدة ذات سبعة أحرف، لكنها في الميزان ثقيلة في معانيها، ونخصها لكم بجميع ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
لقد أثبتم بأنكم أهل لتلك الأمانة، وسعيتم في اجتهاد وتعب وسهر، لكنكم لم تمنحوا فرصة لكل هذا بأن يهدّ من عزائمكم، أعليتم من شأن وطننا الغالي، وأعطيتم وجوه قيادتنا الرشيدة ووجوهنا البياض، فحين ترى إنساناً من غير وطننا والبهجة تعلو قسمات وجهه، ويرسل لوطننا رسالة عرفان وامتنان ويشكر جهودكم، وكيف كنتم بالفعل للأمانة حافظين، وعملتم واجباتكم بكل إخلاص وتفان وسعادة وحيوية وعزيمة.. هنا نقول بأنكم كنتم وستظلون لنا القدوة، ومبعثاً للاعتزاز والفخر.
أبطال وزارة الصحة في المدن الطبية والمستشفيات والمراكز الصحية، مُتفائلون بعد تواصل انخفاض أعداد الحالات النشطة والحرجة لحالات كورونا، ومتفائلون أكثر وأكثر بعد أن زادت حالات الشفاء، ومتكاتفون، ونحن نعدكم بأننا سنبقى في أتم الحرص، وسنلتزم بكل الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، وسنعمل جاهدين لكي تزاح هذه الأزمة الخانقة، وليأتي موعدكم كي تناموا قريري العين، وتلتموا بأحبتكم من بعد طول غياب وهلع وخوف، وبإذن الله سترجع الحياة وهي أفضل مما كانت عليه، وستبقى سعوديتنا دوماً راسخة ثابتة، والأولى.