عبدالعزيز بن سعود المتعب
دون أن أُصادر على الآخرين قناعاتهم، فإنني أتأمّل ألا يقسو البعض في أحكامهم المُتَسَرِّعة على بعض تجارب الجيل الجديد من الشعراء، بعد أن رَصَدتُ إسقاطات وتهميشاً ما كان لها أن تكون استناداً إلى المنطق والواقع.. فتمرّحل المواهب الشعرية وتكوين أصحابها مخزوناً لغوياً واطلاعهم على تجارب من سبقوهم، وبالتالي اتساع مداركهم كمحصلة تُفضي إلى تداعيات وأخيلة ورموز وصور في قصائدهم، إضافة إلى الوزن والقافية والمعنى والمفردة، كل ما سبق ذكره أمرٌ يتطلَّب وقتاً.
أمَّا أن يطرح أحدهم رأيه اعتباطاً تجاه الجيل الجديد من الشعراء بأسلوب أول مثالبه (التعميم)، فهذا أس ومكمن الخطأ. فهل ينتظر صاحبنا الذي تصدّر للتنظير أن يكون شاعراً في بداياته بمستوى الشاعر الكبير أبو زويّد الشمري -رحمه الله- في وصف (الإبل)، أو كالشاعر الكبير عبد الرحمن العطاوي -شاعر هوازن- في وصف الطير (الصقر)، أو كالشاعر الكبير خلف بن هذال في الشعر الوطني؟!.. لذا يجب إنصاف الجميع (ولا يصح إلا الصحيح).
وقفة:
للشاعر الأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله-
وش مُودِعِك دايم علينا تِشَرَّه
ماكنَّك إلا من خيار المناعير
لي عاد ما تِرجَى لكشف المضَّره
ومن خلقتك ما فيك شرٍ ولا خير
اللِّي تحب من العرب ما تسرَّه
وعْداك ما منهم ولا واحدٍ ذِير
لو مالك أكثر من نجوم المجرَّه
ما نتاب يالقاصر صِبي المخاسير
مَرَد هِمَّاتك ثْوِيبٍ تجِرَّه
مع كَبَّة الغِتَره عساها تساتير
والاّ انت للجاهل بطبعك مَغَرَّه
لي لحت له يابوحقب يحسبك طير
جنّب عن الهومات حلوه ومرَّه
واقعد مع الخفرات يالاقية خير