ساد الحزن مشاعر الجمهور العريض لشعر المحاورة (الرِّدية، القلطة) برحيل الشاعر مستور العصيمي - رحمه الله الذي توفي فجر يوم الأربعاء 29 جمادى الأولى 1442هـ/ 13 يناير 2021. وهو من أكبر شعراء المحاورة ارتبط اسمه بأنداده من كبار شعراء هذا اللون مثل عبدالله المسعودي ومطلق الثبيتي وجارالله السواط وأحمد الناصر وصياف الحربي ورشيد الزلامي رحمهم الله وغيرهم من ركائز شعر المحاورة وهو فن من الفنون الأدبية بدأ في الحجاز ثم امتد للمناطق الأخرى ويعتمد على سرعة البديهة إذ هو شعر مرتجل يدور بين شاعر وآخر مباشرة في زمان ومكان واحد وهو أيضا شعر غنائي يُؤدّى على لحن معين يسمى (الطرق) وأركان شعر المحاورة هي كالآتي: (الوزن، القافية، الفتل، النقض، المعنى، اللحن، الارتجال).
واتصف الشاعر الكبير الراحل في نهجه في هذا اللون من الشعر بالأسلوب الفاضل في معاني (النقض والفتل ودفن المعنى) واحترام الطرف الآخر وعدم الشخصنة التي لا تليق -بكافة صورها- وبالتالي الترفّع بشعر المحاورة عن سفاسف الأمور في جانب مضامين المعنى لذا كان في نهجه في شعر (القلطة) أنموذج يُحتذى وكسب احترام وثقة الجميع طيلة تاريخ حضوره التراكمي الناجح كصاحب خبرة وتميز مشهود كما اتصف بالتواضع وتشجيع من هم أقل تميزا منه في شعرهم من شعراء المحاورة.
ومن محاوراته مع كبار الشعراء:
مطلق الثبيتي:
العصيمي ناوي الطرقه وله طبعٍ وعاده
كل ماسافر يجيب المرجله منَّا ومنَّا
مستور العصيمي:
لاتدّرسني ولا قلت الك تعطيني شهاده
العصيمي كل ماهبّت له الأشواق غنّا
ومن محاورة بينه وبين الشاعر أحمد الناصر - رحمه الله:
أحمد الناصر:
سلام ردّه صافيه سويتها وأبدي بها
تسمّعوا يامن حضر سلام ردّه صافيه
مستور العصيمي:
تبا تبان الخافيه والدار نعرف ذيبها
واليا بدا نور القمر تبا تبان الخافيه
ومن محاوره بينه وبين الشاعر حبيّب العازمي:
حبيّب العازمي:
العام يامستور يوم البروق تلوح
ماادري انت بتهامه والا انت بالحرّه
مستور العصيمي:
العام أنا وأنته يوم القدور تفوح
واليوم كلٍ راح والعين مسترّه
** **
- سعود بن بدر المقاطي