د.عبدالعزيز الجار الله
العودة إلى مقولة ذكرتها المصادر التاريخية في البدء ذكرتها في القرن الثاني والثالث الهجري القرن الثامن والتاسع الميلادي زمن حياة الإمام أحمد بن حنبل حين قال: لابد من صنعاء وإن طال السفر.
واليوم ونحن في عشرينات القرن الواحد والعشرين وبعد هجمات الصواريخ على الرياض يوم الأحد الماضي 11-6-1442هـ لابد من عودة صنعاء سلماً أو حرباً إلى الشرعية الدولية وخلاصها من الاحتلال الإيراني، استعادتها من ميلشيات الحوثي ومن البحرية الإيرانية ، لأن صنعاء عاصمة اليمن تحولت إلى محور شر وعدوان تستغله إيران عبر سلاحها والسلاح الحوثي ضد السعودية، بعد أن فقد الحوثي الكثير من المواقع الحيوية في اليمن، كما أن إيران تسعى إلى أن يطول أمد الحرب مع السعودية: حرب حدود، وحرب مدن، بقصد استنزاف السعودية ودول الخليج والتحالف العربي.
لقد فشلت إيران في مشروعها احتلال العواصم العربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء من عام 2006 وحتى الآن، فقدت أو واجهت مقاومة عربية قوية ففي:
- سورية صارت محاصرة من إسرائيل وروسيا وتركيا والأكراد في ظل مصالح وتركيبات سياسية معقدة.
- أما في لبنان فقد حزب الله نفوذه بعد الحصار الأمريكي لقياداته اقتصاديا وسياسيا واعتبار حزب الله حزباً إرهابياً.
- وفِي العراق تبدل المزاج السياسي والشعبي ضد إيران، واكتشفوا اللعبة الكبرى التي تلعبها إيران في العراق والمنطقة، خاصة بعد الحصار الاقتصادي والمالي والسياسي والعسكري الأمريكي ضد إيران، وبالتالي أثر على العراق سياسياً واقتصادياً.
- اليمن هي العاصمة الرابعة التي طالتها أيدي تخريب إيران، لكن حرب التحالف دحضت الحوثي ودفعت به إلى البقاء في الكهوف والاختباء بين السكان في صنعاء التي كانت طوال الفترة الماضية من عام 2015 وهي بعيدة عن الحرب، أما الآن فالحرب ستكون استعادة صنعاء من الحوثي وإيران إما سِلماً أو حرباً لكسر شوكة الحوثي وعودته إلى منظمة الائتلاف اليمني كمجموعة سكانية وسياسية مثل غيرها من المجموعات تعمل مع الشرعية اليمنية.