قصة مشوِّقة لشاب طموح تفتحت عيناه على الصحراء من حوله فوجدها تبدو جرداء لم تتزيَّن بلباسها الأخضر، وما أثار حزنه وفضوله تلك الأشجار التي تموت واقفة بعد أن كانت ظلاً وارفاً وعقداً من الجمال يزيِّن المكان هنا وهناك.. لكن يد بشرية ظالمة أفسدت واغتالت الحياة، ناهيك عن بعض عوامل التعرية الطبيعية.. أدرك وليد أن تلك الثروة (النباتية) والأشجار المعمّرة جزء من نسيج الصحراء وتمنحها نضرةً وبهاءً.
حمل وليد معه هذه الهموم وجل تفكيره كيف يصنع قناعات اجتماعية بإعطاء مزيد من الاهتمام والرعاية حتى أصبح صوتاً مسموعاً وظاهرة إبجابية ومحامياً (مجانياً) وناصراً لبيئته المحيطة وشاباً بيئياً متميزاً امتد فكره (البيئي) على مستوى المنطقة والوطن لذا كان سباقاً إلى نشر ثقافة تشجير الصحراء وسفوح الجبال ورعاية الأشجار المتعرِّية جذورها والمشاركة بذلك من خلال الحملات المحلية.. ولم يقف عند هذا وحسب لكن اهتم بإعداد الشتلات للأشجار الصحراوية المناسبة للبيئة وتوفيرها من خلال المشاتل الرسمية لفرع البيئة.. حتى كسب ثقة رجال الأعمال لدعم المشروع الحيوي، فهو ساهم في إنقاذ البيئة من التصحّر ونشر الغطاء النباتي.
وليد العطني ابن محافظة الرس نموذج مشرِّف وليس الوحيد وأرجو أن يتكرر لأن البيئة لا تزال تحتاج إلى جرعات من الرعاية والاهتمام حتى ننعم بأجواء خلاَّبة وتشع سعادة مع فرحتنا الغامرة بمولد الجمعيات البيئة في السنوات الأخيرة والتي آمل أن تكون فأل خير وبركة على بيئة الوطن، الغالي مع الدعوة إلى نشر ثقافة نظافة المكان بعد كل نزهة أو رحلة.
أخيراً أدعو إلى تكريم هذا الرمز البيئي «وليد» بما يستحق مع الوقوف إلى جانبه في مشروعه البيئي الإيجابي حتى نعزِّز جميع المبادرات النافعة والواقعية، وهنا أسجل إعجابي بكل الدعم الذي تجده البيئة بمنطقة القصيم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل حتى أصبحت أكثر جمالاً وبهاءً ورعايةً واهتماماً، وأنوّه بدعم محافظ الرس الأستاذ حسين العساف ومدير مكتب البيئة على تشجيعهما لمبادرة وليد وتحفيزه لنكسب أكثر من صديق للبيئة التي تحيط بنا ورئتنا التي نتنفس من خلالها.