د.شريف بن محمد الأتربي
قبل عشرة أيام من رحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ترامب أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ستصنف جماعة الحوثيين في اليمن على أنهم جماعة إرهابية، ومع هذا الإعلان أخذت هذه الجماعة المارقة بالتهديد والوعيد وصب اللعنات على الولايات المتحدة ومن يعاونها وأنها في حال تطبيق هذا القرار سيكون ردها مزلزلاً، في حين رحبت كثير من الدول والحكومات وحكومة الرئيس عبد ربه منصور خاصة بذلك التصنيف والذي سيحد من النشاط الدموي للجماعة وكذلك سيقوض أحد أهم أذرع إيران في المنطقة.
وفي انتظارنا لتطبيق القرار فاجأتنا الحكومة الأمريكية وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية يوم الجمعة (22 يناير 2021) بأن الوزارة بدأت في مراجعة تصنيف جماعة الحوثي في اليمن منظمة إرهابية وتعمل بأسرع ما يمكن لإنهاء العملية واتخاذ قرار. فيما قال أنتوني بلينكين المرشح لمنصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس الجديد جو بايدن هذا الأسبوع إن واشنطن ستراجع تصنيف جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية حيث يخشى مسؤولو الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة من أن يؤثر هذا التصنيف على حركة التجارة في اليمن والذي يشهد مجاعة واسعة النطاق.
وكان فريق جو بايدن قد أكد أنه ستتم «إعادة النظر فوراً» بقرار تصنيف المتمرّدين اليمنيين «منظمة إرهابية»، فيما أصدرت وزارة المالية الخاصة بحكومة ترامب إعفاءات لمنظمات إغاثية وسط مخاوف من تفاقم الأزمة في البلد.
وكان القرار الذي يمنع التعامل المباشر مع جماعة ما يسمى «أنصار الله»، الذراع السياسية للمتمردين الحوثيين، قد دخل حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي، مع مسارعة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى توضيح مسألة الإعفاءات التي ستمنح لبعض الهيئات والمؤسسات لدعم شعب اليمن في وضعه الأليم والمأساوي نتيجة نشاط هذه الجماعة الإرهابية.
كما قالت وزارة المالية في بيان لها إن هذه الإعفاءات تشمل أنشطة منظمات معيّنة من بينها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية تدعم «المشاريع الإنسانية»، وكذلك معاملات أخرى منها تصدير السلع الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية.
في هذا الوقت الذي كانت الحكومة الأمريكية تعمل على مراجعة القرار بداعي النواحي الإنسانية فيما كانت مليشيات الحوثيين الإرهابية تعد العدة لشن هجوم إرهابي على مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية معلنة بكل صلف وجلافة وعدم احترام لأي مواثيق ولا قوانين أو تعهدات وأنها لا تبالي بأي قوى أو قرارات وأن الأيادي الخفية التي تحركها لم تتأثر بالقرار الذي لم يمر عليه سوى سويعات قليلة، ليجد العالم كله ومعه الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها الجديدة نفسها في مأزق أمام العنجهية الحوثية الإيرانية، وأنهم جميعاً أمام اختبار حقيقي لفرض الأمن على هذه المنطقة المهمة اقتصادياً للعالم أجمع أولاً وللتخلص من هذه الشرذمة المصطنعة من الإرهابيين الذين يعدون أدوات يتلاعب بهم حسب حاجة أسيادهم.
إننا أمام مفترق طرق ستوضح للعالم كله توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة ومدى حرصها على سلامة أصدقائها في الخليج وأمنهم، وأيضاً مدى قوتها في مجابهة الإرهاب المتجذر في هذه الجماعات والمدعوم ظاهرياً من إيران. فهل ستكون إدارة بايدن كما كانت إدارة ترامب؟. دعونا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام ولكن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان على ديارنا وسنقطع بإذن الله أي يد تريد العبث بأمننا بما في ذلك الحوثي وأذنابه، ونقول لهم لن ترهبنا صواريخكم ولا صوت طلقاتكم فنحن وطن خلق من رحم الشجاعة والفداء لا الجبن والاختباء.
حفظ الله ديارنا وبارك في قادتها وشعبها.