د. خيرية السقاف
مع أن العجلة في سرعة فائقة..
مع أن الساعة تبدأ وتنتهي في لمحة..
مع أن مكوك المعرفة يلد على مداره..
مع أن الليل لذوي الهمم نهار..
مع أن النهار في منجز الشغوفين ومضة..
مع أن شعارات البشر كألوان الطيف, وأفعالهم..
ومع أن، ومع أن، ومع أن؛
فإن كل الذي يُرسم للإنسان ليصبح «سعيداً» في كل الأيام لا في يوم «السعادة» الوحيد الذي يحرص فيه على الابتسامة, وإشاعتها على وجوه أنظاره..
إلا أن كثيراً من الكثير غثاء, وقليلاً منه نماء..
هناك من ينغص على الناجحين نجاحهم, وهناك من يفسد على الخلوقين أخلاقهم,
وهناك من يصب على العذب غسلينه. وهناك من يردم عن المتوثبين مسارهم,..
هناك الجاهل, والفاسد, والبذيء, والحاقد, والشرير, والحاسد, والطامع, ولوصولي..
هناك حامل شعلة الإحراق, مطفئ وقدة الإشراق..
هناك خليط طمي, وخشاش وحل..
وضوء خافت لحامل مصباح نور..
من يبحر بقراءة سريعة في محتوى يوم واحد من أيام البشر عامة على الأرض من مفرقها إلى آخر حد دائرتها بعين مبصرة, وقلب نابه, ووعي نقي, سيحصد كل النقاط المشتتة في فضائها غير المتناهي, وحين يضعها فوق حروف الواقع سوف تتغير أبجدية كل لغات الأرض التي تتكون بحروفها كلمات: السلام, الأمن, السعادة, الحرية, والحقوق الإنسانية!!..
ربما حين يكون الحل الأمثل لشتات البشر عامة هو العناية بالأخلاق وقيمها, والفضائل وعناصرها يكون لهم أن يسعدوا بالحياة, دون أن يسأموا سرعة مكوكها, ودوائره المفرغة,
المذهلة بفجائع معطياتها!!..
* * *
هذه الكلمات قارئي العزيز حصاد التأمل في معركة الانتخابات الأمريكية,
وفي مُنتج البشر في وسائل التواصل العنكبوتية..