رجاء العتيبي
طرح الإعلامي/ فهد الأحمدي أسئلة جوهرية حول الحوار والتعصب والإقصاء في تغريده كتبها في حسابه على تويتر الجمعة الماضية، وهي أسئلة بحق تستحق التوقف والمناقشة والدراسة لفترات طويلة، ونص الأسئلة جاء على النحو الآتي:
- لماذا في ثقافتنا يتحول اختلاف الرأي إلى قطيعة وتسفيه وطعن بصاحب الرسالة؟
- لماذا نعتقد أننا يجب ألا يبقى غير صوتنا الوحيد؟
- لماذا نتربى على فكرة الانتصار والغلبة والإقحام، وليس التعددية والتشارك ومحاولة الفهم والقبول والتعايش ضمن مجتمع متعدد؟».
طرح الأحمدي هذه الأسئلة المربكة، انطلاقا من خلل عميق يهدد التواصل المجتمعي بالانقسام، والتوتر، والشقاق، وبوصفه مطلعاً على المشهد من زاوية أخرى محايدة، لهذا جاءت أسئلته عميقة ودقيقة.
الأحمدي شعر بالمشكلة ووضع للمشكلة أسئلة، ولم يتبقَ غير منهجية البحث وحدوده وخطته لنكون أمام بحث (علمي) يستحق ميزانية كبيرة للوصول إلى نتائج موضوعية تُبنى عليها قرارات وبرامج وحلول، ذلك أن الجدل بهذه الثقافة الاقصائية لم تعد مجدية لمجتمع يرنو ملاقاة المستقبل عبر رؤية 2030.
لا نريد أن تبقى أسئلة الأحمدي في حدود تغريدة، ولا في حدود تفاعل من المغردين وينتهي الأمر، الأسئلة تتعلق بفكر مجتمع، وإذا لم تتحرك المؤسسات المعنية في الدولة لتجيب على هذه الأسئلة، فإنها ستتحرك يوما ما رغما عنها عندما تتعملق الإقصائية والصوت الواحد كما تعملق في زمن مضى إبان المشادات التحزبية قبل أكثر من عقد من الزمان. أما إذا تحركت في ذروة المشكلة ستكون الأوضاع أصعب والحلول غير مجدية.
الإحساس بالمشكلة بحد ذاته مهارة تفكير عالية، وهؤلاء البشر الذي يستشعرون المشكلة قبل أن تكبر يستحقون المناصب العالية، والمواقع المهمة عند أصحاب القرار، في وقت يتسنم مسؤولون على مستوى وزير وهو لا يشعر بالمشكلات التي تتفشى في محيط عمله، كالبطالة والعمالة الزائدة وغلاء الأراضي والسكن.
الإحساس بالمشكلات الاجتماعية لم تحظَ - بعد - بالاهتمام الكافي، وإغفالها أو التعامل معها حتى تكبر أمر ينذر بكارثة، ومعرفتها ليس بالأمر الصعب، يكفي أن يتابع صاحب القرار المقالات والتغريدات لكثير من كتاب الرأي والمؤثرين الذين يملكون نفاذ بصيرة وإخلاص وصدق لوطنهم، فستتجلى الصورة واضحة أمامهم، والدولة الوطنية تقف شامخة بحكامها وأبنائها المخلصين، وحل المشكلات في مهدها.