يوسف بن محمد العتيق
ينقل عن الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- أنه قال: (ستدرك في يوم من الأيام أن معظم المعارك التي تخوضها هي معارك هامشية تشغلك عن حياتك الحقيقية).
هذه الكلمة الشهيرة للدكتور القصيبي تجعلنا أمام سؤال مهم لا يكاد يخلو من إنسان في مسيرته في الحياة، ألا وهو الدخول في صراعات ومعارك مع الآخرين، ثم يدرك مؤخرًا أنه يستطيع أن يسوي أموره مع الآخرين دون الخوض في هذه الصراعات والمعارك.
منذ بدء الخليقة، وهذه المعارك قائمة، وفي الغالب أن كل طرف من هذه المعارك يقول أنا مجبر على الدخول فيه ومضطر، ولا أريد الخوض فيها.
الكل يدعي المثالية، والكل غارق في هذه المعارك!!
والمستغرب أن كل صاحب تجربة في كل زمان ومكان تكاد تكون نصيحته الأبرز ابتعد عن الدخول في معارك مع الناس، وللأسف تتكرر النصيحة، ويتكرر الوقوع في المحذور.
حتى في تراثنا العريق نجد أن هناك خصومات ومعارك بين أهل كل تخصص، فالشعراء والفقهاء والأدباء بينهم ما صنع الحداد.
الكلام هنا يطول، لكنه سؤال واحد: هل توجد حياة دون صراعات ومعارك؟!
ربما يكون جواب الأكثر: لا، لا توجد هذه الحياة.
وعليه نسأل سؤالاً آخر: إذا كان ولابد من هذه الصراعات، فكيف نخفف منها إلى أدنى درجة من الحدة؟