حماد الثقفي
«THE LINE» إنها التقنية التي ترسم ملامح البيئة الصديقة في نقلة نوعية، تُحول العلاقة مع الطبيعة إلى اندماج بشري، لذلك كان ولي العهد مُحقاً عندما طرح في كلمته التي ألقاها عدة تساؤلات: لماذا نقبل أن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟ ولماذا يُتوفى 7 ملايين إنسان سنوياً بسبب التلوث؟ ولماذا نفقد مليون إنسان سنوياً بسبب الحوادث المرورية؟ ولماذا نقبل أن تُهدر سنين من حياة الإنسان في التنقل؟.. فمعظم المُدن بُنيت على أُسس مرتبطة بالصراع من أجل البقاء. كاختيارها نقاط ارتكازٍ للحرب، كأمر معهود منذ بداية الإنسان طوال التاريخ في تحديد أنظمة دفاعاته، كما في اختيار موقع بناء القاهرة والكوفة والرياض ممن كانوا نقطة ارتكاز في المعارك وانتصاراً لمحصلة العلم البشري، لما لها من بُعد فلسفي يُعيد مفهوم بناء المدينة.. لذا كانت كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وافية لا لبس فيها، في طرح استثنائي يجعل المعادلات الطبيعة في أنماطها بمشاريع استثمارية وتنموية خلاقة مربحة، ستوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان، وكأن الأفكار لم تعد حبيسة الخيال العلمي، ولا الأعمال الفنية، بل باتت خططاً واقعية بمدد زمنية محددة وبكفاءات عملية استثنائية، وجهها ذا لاين وفق رؤية إبداعية، أثبتت جدارتها العالمية، لتحقيق التميز العالمي، ومن هذا المنطلق فقد أعلن ولي العهد، إطلاق «ذا لاين» The Line المدينة الذكية السعودية في نيوم NEOM ، وإسهامها في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال التنويع الاقتصادي، وتوفير 380 ألف فرصة عمل، إضافة 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 .
وستخلق مدينة «ذا لاين» المدينة المليونية، مُجتمعات إدراكية مترابطة فيما بينها، (صفر سيارات.. صفر شوارع).. في تجسيد للمستقبل التقني فائق السرعة بإمكانية الوصول إلى طرفَيْ المشروع في غضون 20 دقيقة على أبعد تقدير، مما يوفر جودة حياة استثنائية، تُبهر به العالم بتصميمها الخرافي.. من 3 طبقات خالية من انبعاثات عوادم السيارات والمصانع، وعدم وجود حوادث مرورية بسبب عدم وجود سيارات أو شوارع، فهذه المدينة ستكون مهيأة تماماً لممارسة رياضة المشي في أجواء طبيعية خالية من ملوثات الهواء ليثبت سمو ولي العهد أن الإنسان والطبيعة يأتيان قبل التنمية، فلا يمكن بناء مدن دون الاهتمام بالإنسان والبيئة.