د. تنيضب الفايدي
تكشف الأسرار العلمية للقرآن الكريم مدى الإعجاز في القرآن الكريم بين فترة وأخرى، لاسيّما فيما يتعلَّق بالفلك وعلوم الفضاء وأسرارهما. مثل: النجوم والكواكب والشمس والقمر وحقائق كونية والتي تتجلَّى في كتاب الله تعالى. كما يظهر الإعجاز القرآني في اللغة العربية، حيث تتعدَّد الوجوه والنظائر في الكلمة الواحدة، فقد صدرت عدة كتب تبحث في أسرار اللغة العربية ومفرداتها، وأوضحت تلك الكتب ذخائر لمفردات اللغة العربية يعطي المفرد الواحد عشرات المعاني.
وتمّ اختيار أمثلة لإظهار دلالة الكلمة الواحدة التي توضح عدة معاني متباينة، إضافة إلى اختيارات أخرى من مؤلفات تظهر بعض سرائر اللغة العربية التي لا تنتهي، حيث هناك مئات الكلمات التي تشتمل عللى عدة معان، فنفس الكلمة تستعمل لعدة معان، وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن، حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجهاً أو أكثر أو أقل، ولا يوجد ذلك في كلام البشر. وقد صنّف في ذلك عدة مؤلفات، فقديماً صنف فيه مقاتل بن سليمان، وجمع فيه من المتأخرين ابن الزاغوني وأبو الفرج بن الجوزي والوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري. وذكر مُقاتل حديثاً مرفوعاً: لا يكون الرجل فقيهاً كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوهاً كثيرة.
وهي كثيرة، منها كلمة (الأمر)، حيث وردت في القرآن الكريم على سبعة عشر وجهاً:
الأول: الدين، قال الله تعالى: {وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ}. يعني: دينه.
الثاني: القول، قال الله تعالى: {إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ}.
الثالث: وقت الوعيد قال: {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا}. أي: حضر وقت وعيدنا.
الرابع: العذاب، قال تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ}. أي: وجب العذاب.
الخامس: تمام العذاب وبلوغ المراد منه قال تعالى: {وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ}.
السادس: بمعنى الشيء قال: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً}. أي: إذا أراد إحكام شيء لم يتعذّر عليه.
السابع: هزيمة الكفار وقتلهم ببدر، قال الله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً}، ثم قال: {لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً}. أراد هزيمة الكفار وأسرهم جزاءً لهم على كفرهم ونصرة المؤمنين عليهم.
الثامن: القيامة، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ}، يعني: القيامة.
التاسع: فتح مكة، قال الله تعالى: {فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ}. قالوا: أراد فتح مكة.
العاشر: قتل قريظة وجلاء النضير، قال الله تعالى: {فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ}.
الحادي عشر: بمعنى القضاء ، قال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ}.
الثاني عشر: الوحي، قال الله تعالى {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ}.
الثالث عشر: بمعنى النصر والسلطان قال الله تعالى: {هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}، يعني: أن الغلبة لأولياء الله.
الرابع عشر: الذنب ، قال الله تعالى {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا}. أي: جزاء ذنبها.
الخامس عشر: الأمر خلاف النهي، قال الله تعالى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}. أي: أمرناهم بالطاعة فعصوا.
السادس عشر: إظهار أمر المنافقين، قال الله تعالى {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}.
السابع عشر: العلم، قال الله تعالى {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}. قيل: يعني: العلماء.