صيغة الشمري
هناك فئة من المنتمين للاتصال المؤسسي ينغمسون في أعمال السكرتارية ويضيِّعون فيها وقتًا لو استثمروه في مهامهم الاتصالية الحقيقية لاستطاعوا صناعة مجد لهم ولمنشآتهم لا يفوقهم فيها أحد، مهاراتهم في رسم الجداول واختيار نوع الخط في كتابة خطط سرمدية لكل شيء بديهي تفوق مهاراتهم في أي من أساسيات المهنة التي تخص صورة المنشأة عند الآخر، تجد جميع الموظفين الذين تحت إدارتهم مثل خلية نحل، وعندما تقترب من هذه الخلية تصدمك حقيقة ما تراه من عدم وجود حراك حقيقي يخص مهام إدارة وموظفي الاتصال المؤسسي، هذا يدخل مكتب ذاك وهو بالكاد يراك أو ينتبه لوجودك نظراً لارتدائه سماعات صوتية يتابع فيها اجتماعًا عن بعد ولكن الروح «القوقلية والشكل القوقلاني « يجعلانك تتهيب من مناداته أو مقاطعته، تتبعه وهو يدخل على مكتب زميله ليكتب له ملاحظة على ورقة فوق المكتب لينبهه بملاحظة مهمة جدًا تتعلق بمقترح يخص طريقة وزن عنوان المحتوى في المنتصف لتجد أن المحتوى لم يكن سوى عشرات من جداول اجتماعات مع جميع الإدارات لقياس مخاطر بديهية تذهب كل فوائد مرجوة منها في ضياع الوقت الكبير في الاجتماعات التي لا تنتهي من أجلها، لذلك يستغرب بعض قادة الاتصال المؤسسي ويتذمرون من أن مديري الإدارات في منشأتهم غير متعاونين، كونهم يضيِّعون وقت هؤلاء المديرين في اجتماعات مطولة لا تنتهي حول مناقشة وتجهيز جداول سرمدية لبديهيات في العمل لا تحتاج لجداول ولا لاجتماعات، مثل صديق ستسافر معه لرحلة قصيرة للقصيم من الرياض يشغلك قبلها بأيام عدة لمناقشة المخاطر المحتملة التي ستواجهكم في الطريق، ويجبرك على تعيين نقاط التوقف وتحديد محطة البنزين وتحديد المطعم الذي ستتوقفان للأكل فيه، وربما ستجد في جدول الرحلة سؤال عن تحديد وقت شعورك بالجوع لتحديد مكان المطعم المناسب. فن الإدارة مثل رحلة الرياض القصيم بالنسبة للمحترفين في أي قطاع، هو طريق يمشي عليه ملايين البشر بشكل يومي، وأصبح أغلب ما يحيط به من البديهيات التي لا تحتاج لتعبئة عشرات الجداول وعشرات الاجتماعات، افتقاد البساطة عند أغلب قادة الاتصال المؤسسي تسبب تشويه الصور الذهنية للكثير من المنشآت، شهادتك أو إجادتك للغة الإنجليزية ليست كافية لنجاحك في قيادة الاتصال المؤسسي!