الهادي التليلي
تتسارع وتيرة محاصرة كورونا وفي نفس الوقت تتسارع وتيرة زحف جائحة الفيروس التاجي على البشرية بسلالاتها القديمة والجديدة هي معركة الخاسر فيها الإنسان والبشرية فالزمن المهدور من حرب كورونا غالي الثمن وغير قادرة الأجيال الحالية والمتعاقبة على تعويضه والأمراض النفسية الناتجة عن الفيروس التاجي ستتوارثها أجيال قد يصبح الحديث بينها عن كورونا كما الأحداث القديمة دون إحساس بما عانته البشرية في حقبة كورونا ولكنها أبدا لن تستطيع الإفلات من الأمراض النفسية التي توارثتها عن أجدادها كما يقول المثل الفرنسي «الزمن يمر ويعاود المرور ولا تبقى إلا آثاره» LE TEMPS PASSE ET REPASSE ET NE RESTE QUE LES TRASSES” فالآثار النفسية لا مناص منها إذ أن التباعد والحجر الصحي والخوف من المجهول ولحظات ألم البشرية من هذه الجائحة لن تمر هكذا البشرية التي كسر نسق فعلها وطبيعة علاقاتها اليومية وثقتها بالحضارة والتقدم والمستقبل، البشرية التي مرضت مرضا جماعيا قد يكون أكثر عمقا وديمومة من كورونا إلى ما يشبه عقدة الجائحة النفسية PANDEMIC PSYCHOLOGICAL COMLEX هذا الداء الذي سيتوارثه اللاحق عن السابق مثلما حصل بين الحربين العالميتين والتي أطلقت عليها تسمية الحالة النفسية الناتجة عن الحرب وهو معنى تقريبي لTHE PSYCHOSIS OF WAR ومعلوم أن فترة ما بين الحربين عرفت نزعة تشاؤمية في الفنون حيث ظهرت النزعات الفنية المتشائمة كالدادائية والسوريالية وغيرها ومرت البشرية إلى وضع مرضي نفسي واختناق في المعنى وأزمات اقتصادية تجلت خاصة في الأزمة الاقتصادية العالمية 1929حيث عاش العالم لحظة إفلاس عام لحظة أشبه بالآفة التي داست على البشرية وكانت من الأسباب العميقة لنشوب حرب عالمية ثانية هذا ولم نعرض للنتائج التي أفرزتها الحرب الكونية على المستويات الاجتماعية حيث سادت الجريمة وظهرت النزعات اليمينية المتطرفة وظهر التعصب العرقي على المستوى السياسي.. الفاتورة النفسية لكورونا لن تكون هينة على الشعوب والدول والأشخاص هذه الدول التي انشغلت بالأهم ونسيت المهم ألا وهو المجالات الترفيهية والثقافية والجرعات التي تحتاجها شعوب الأرض في هذا الظرف بالذات كما أن التكلفة الاقتصادية للجائحة ستظهر أكثر بعد عاصفة الجائحة فاللقاحات قد تفيد في حماية الناس من الجائحة ولكن لاشيء يفيد البشرية التي عانت الاختناق النفسي جراء كورونا التي سترحل ولكن نتائجهاتبقى.. لهذا لابد من البدء في ما بعد كورونا مرحلة لن يكون فيها للصناعة والحضارة الصاخبة الكثير من الإيقاع في مشهد نقاهة البشرية وهنا نستحضر التصور الريادي لمشروع نيوم وتحديدا ذا لاين THE LIGNE الذي تقدمه السعودية للعالم والبشرية كخيار علاجي لما بعد كورونا والتي ستكون العاصمة الأولى للسياحة البيئية ما بعد الجائحة بحول الله.