عوض مانع القحطاني - الرياض:
أجرى كل من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن نائب أمير منطقة الرياض، ومعالي مدير الأمن العام الفريق أول خالد قرار الحربي، ومعالي رئيس النيابة العامة الشيخ سعود المعجب، اتصالات هاتفية بأسرتَي شهيدَي الواجب، في كل من رئيس رقباء مساعد الحربي، ووكيل الرقيب سعود الشيباني، كما اطمئنوا على صحة وكيل رقيب أحمد عبد الله الأحمري، ونقلوا لهم تعازيهم ومواساتهم إثر الجريمة المروعة التي شهدها حي المعيزلية بمدينة الرياض في حي الخليج إثر كمين تعرضوا له من أحد المجرمين إثر احتجازه إحدى الرهائن من أقاربه في إحدى الشقق المفروشة.
وكانت تفاصيل الجريمة ما يأتي: ورد بلاغ لشرطة مركز الخليج في شرق مدينة الرياض، مفاده إطلاق نار في إحدى الشقق المفروشة من قِبل مواطن يحتجز شقيق زوجته، ويطلب منه إحضار زوجته المطلقة وابنته حتى يتم الإفراج عنه. وقد توجهت الفرق الميدانية إلى الموقع الذي يحتجز فيه المجرم شقيق زوجته، الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، بسبب مشكلة عائلية بينهم، وكان يهدد المحتجز بسلاح ناري رشاش، أخرجه أمام رجال الأمن، وباغتهم بإطلاق النار على الضحية بكثافة؛ مما نتج عن ذلك وفاته، وكذلك وجه نيران رشاشه باتجاه رجال الأمن، وقتل رجلَي أمن، وأصاب ثالثًا، وهم من منسوبي التحريات والبحث الجنائي بشرطة المنطقة. وكان رجال الأمن يحاولون إطلاق سراح المواطن المحتجز، ويحاولون حل المشكلة، ولكن الجاني كان متهورًا، وغدر بهم، ولم يمهل رجال الأمن للتفاوض أو النقاش، بل سارع إلى تصفية شقيق زوجته ورجلَي الأمن، وترك مسرح الجريمة هاربًا، وقد عُمم عليه بأوصافه وسيارته التي كان يقودها، وقد لاحظ رجال الأمن أن هناك سيارة مسرعة على طريق الدمام، يستقلها متهور في القيادة؛ فتم متابعته وإلقاء القبض عليه على بعد 300 كيلو عن مدينة الرياض، وسُلم لرجال الأمن.
الجزيرة قامت بزيارة أسرة الشهيد رئيس الرقباء مساعد ضيف الله الحربي، وكان موجودًا في منزل الأسرة لنقل تعازي المسؤولين كل من مدير شرطة منطقة الرياض، ومدير فرع النيابة العامة بمنطقة الرياض، ومدير مرور الرياض، ومدير الدوريات الأمنية بالرياض، ومدير إدارة التحريات والبحث في مدينة الرياض، الذين أثنوا على شجاعة وبسالة رجال الأمن لإنقاذ حياة المواطنين من هؤلاء المجرمين.
شقيق الشهيد ناشي ضيف الله الحربي قال: نقدّر لكل مَن واسانا في فقيدنا. ونحن فخورون به؛ لأنه ضحى بنفسه لإنقاذ مواطن بريء يحتجزه مجرم بعد أن تم استدراجه إلى إحدى الشقق المفروشة، وهو شقيق زوجته، ولكن ما قام به شقيقي هو واجب ديني ووطني لمحاربة المجرمين، وقد ضحى بنفسه. وهذه البطولة هي وسام على صدورنا وصدور أبنائه. ولا شك أن أخي مساعد وزملاءه ساهموا في حماية الوطن من هؤلاء المجرمين. ونطلب يد العدالة بأن تقتص سريعًا من هذا المجرم ومن مثله؛ حتى يكونوا عبرة لمن يحاول المساس بأمن المواطن أو تهديد المواطن.
وقال خال الشهيد: نقدر ولاة الأمور على تعازيهم لنا في شهيد الوطن. وهذه ليست بغريبة على قيادتنا. وندعو الله أن يتقبله من الشهداء؛ فقد كان يدافع عن وطنه.
أبناء الشهيد
قال أبناء الشهيد (نادر وخالد وتميم الحربي): والدنا لبى نداء وطنه ودينه، وكان - رحمه الله - حريصًا على عمله، وحريصًا على خدمة دينه. وكان والدنا فرحًا بترقيته لرئيس رقباء، ولم تمضِ على فرحته سوى أربعة أيام، وكنا سوف نحتفل بترقيته قبل وفاته بيومين؛ إذ جهزنا هديته نحن والوالدة.. ولكن القدر سبقنا، وغيّب والدنا عنا.
وأضافوا: والدنا تعرّض لغدر من المجرم أثناء تواصل والدي معه بحكم أنه رئيس الفرقة، وقال سوف أطلقه، ونحل المشكلة، ووثقوا فيه بأن الأمر لن يصل إلى هذا الحد. وعندما جاء والدي لاستلام الرهينة خرج عليهم من الشقة الموجود فيها، وأطلق عليهم وابلاً من الرشاش. وهذا أمر مكتوب على والدي وزملائه.
نحن أبناءه يشرفنا أن نعمل محل والدنا، خاصة أننا خريجون جامعيون، من أجل خدمة وطننا.
وبينوا: آخر لقاء مع والدنا كان قبل ساعات من مقتله؛ إذ طلبنا أن نحضر له العشاء.. ولكن جاء اتصال من رئيسه المباشر بالتحرك لموقع الجريمة، وقال: «خلوا عشائي في حافظة، وعندما أرجع سوف أتعشى».
وتابعوا: والدي كان يوصينا دومًا بالحفاظ على الصلاة، ويحثنا على مجالسة الناس الطيبين.