سلمان بن محمد العُمري
لا أحد يجهل حرص المملكة العربية السعودية على دعم أشقائها العرب والمسلمين في جميع دول العالم، والتواصل معهم في جميع المناسبات لكل ما فيه خير لها ولشعوبها ولسلام العالم واستقراره، ولا ينكر هذا الأمر إلا جاهل أو متجاهل، فالمملكة حريصة كل الحرص على جمع كلمة أشقائها، والتأكيد على هذا الموقف الثابت للمملكة منذ إنشائها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومروراً بالملوك: سعود، وفيصل، وخالد،
وفهد، وعبدالله -رحمهم الله جميعاً- إلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وهذا الأصل وهو جمع الكلمة وتوحيد الصف واستقرار البلدان، وليس هذا فحسب بل دعمها مادياً ومعنوياً والوقوف مع قضاياها في المحافل الدولية، والحرص على دعمهم ومناصرتهم دون قيد أوشرط أو إملاء، أو فرض أجندات، وهو سياسة المملكة العربية السعودية.
ومن البلدان الشقيقة التي نعمت بخير المملكة ومعروفها لعقود طوال (لبنان)، ولكن رغم ما بذلناه في اتفاق الطائف وما بعده، وما أنفقت المملكة على لبنان (أكثر من 70 مليار دولار)، وعلى الرغم مما بذلته المملكة قلب معظم اللبنانيين وبجميع أطيافهم ظهر المجن لنا -مع الأسف- ليس من أتباع حزب الله وسفهائه أو من النصارى ومراهقيهم بل حتى من المكون السني في لبنان، ولا أدل على ذلك من المواقف السلبية للحكومة اللبنانية في عدد من المواقف والحملات الإعلامية التي تقوم بها الأبواق المأجورة والكلاب المسعورة.
وحيث إن الحق سيعلو مهما طال الزمن أو قصر، فها هي لبنان تئن وتشتكي من ويلات الحزب البغيض «حزب الله» الذي شيطن لبنان في ظل الضعف التام والصمت المطبق من القيادات السياسية الثلاثة في البلاد وتهاونهم والضحية الشعب اللبناني، وصوت الحق وإن كان قليلاً اليوم لكن الأيام القادمة ستكشف الحقائق، ولكن، وربما بعد فوات الأوان وخراب مالطة.
ومن أصوات الحق والوفاء والاعتراف بالجميل ما وصلني من الشيخ أحمد المزوق أحد الدعاة في لبنان والذي يحفظ جميل المملكة ومعروفها على بلده وأهله وشعبه وقبلها على نفسه، حيث إنه أحد خريجي الجامعات السعودية إذ يقول: (هؤلاء الذين يلمزون بلاد الحرمين ويهمِّشون دورها الإقليمي الكبير وما قدمته في إرساء الاستقرار في بلدي لبنان وغيره؛ لهؤلاء الذين يحقّرون دورها مثل كثيرين في بلادي نقول: إن أبسط مثال لسفه هذا القول وأصحابه هو نسيانهم لأكثر من 70 ألف مليون دولار التي قدمتها مملكة الخير للبنان دون قيد أو شرط، قدمتها المملكة للبنان فقط لدعم استقراره وأمانه، وإنهاء صراع أبنائه، في مقابل 100 مليون دولار فقط قدمتها إيران لأتباعها خاصة دون سائر اللبنانيين.
إن مملكة الخير والعطاء لم تفرق بين لبناني وآخر ولا منطقة وأخرى بل وقدمت معونات حتى لمناطق محسوب جمهورها على حزب إيران إظهاراً لحسن النية ومد يد الإحسان الذي عودتنا عليه مملكة الخير، والنتيجة كانت الظهور لأبشع صور الجحود والنكران، فهل هكذا جزاء الإحسان.
تعودنا الظلم من أمثال هؤلاء لمملكة الخير في كرمها لبلادنا، وتعودنا السلبية ورمي الطعن وإلقاء اللوم عليها دوماً وتسفيه كل فعل تفعله وكل عطاء تقدمه.
إن مملكة الخير قدمت للبنان وغيره الكثير والكثير ولم تسأل على ذلك جزاءً ولا شكوراً، وفي المقابل كافأها الكثيرون بالبغض والطعن واللمز، وكثير من هؤلاء عاش في المملكة وأكل من خيراتها وبعضهم -بكل أسف- من أبناء طائفتنا وبني جلدتنا، فمتى نرى ونسمع الإنصاف في بلدي.
ختاماً.. لبنان هو الذي يحتاج لبلاد الحرمين الشريفين وليس العكس، وقد آن الأوان أن تنظر المملكة في خياراتها وتعيد ترتيب أولوياتها في ما تقدمه زماناً ومكاناً نوعية وكيفية.
لقد سبق وحذرناكم كثيراً في سابقات الأيام ولم تستبينوا النصح إلا بعد فوات الأوان، قلنا لكم جميعاً «اتقوا الحليم إذا غضب»)..انتهى.
هذه الشهادة المنصفة وغيرها سيسجلها التاريخ وستؤكدها الأيام المقبلة، ولكن أخشى أن تكون بعد دمار لبنان اقتصادياً واجتماعياً بعد أن تدمرت سياسياً، وأخشى من الدمار الأمني وانفلات الأمن طالما أنه في قبضة الحزب (حزب الشيطان).